حصرى: كلب “رامز جلال” إسرائيلى الجنسية
من ميادين القتال إلى شاشات الترفيه العربية.. روبوتات إسرائيلية ذكية تغزو الأسواق العربية

كتب: عاطف عبد الغنى
في مفاجأة قد تثير كثيرًا من التساؤلات، كشفت تقارير تقنية حديثة أن الروبوت الذي ظهر ضمن برنامج “رامز إيلون مصر” تحت اسم “كلب رامز” — والذي أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل — ليس مجرد وسيلة ترفيهية أو أداة تخويف كوميدية، بل هو نموذج فعلي ومتطور من روبوتات تم تطويرها داخل إسرائيل لأغراض عسكرية ومهنية.
فبحسب ما نشرته وسائل إعلام تقنية عالمية، فإن هذا “الكلب الآلي” هو جزء من سلسلة روبوتات ذكية يتم تطويرها ضمن مشروع تقني ضخم تديره مجموعة HRI الإسرائيلية، ويهدف إلى إنتاج آلات ذكية قادرة على المشي، التفاعل، وتنفيذ مهام معقدة ضمن فرق بشرية، سواء في ميادين القتال أو في بيئات العمل المدنية.
من ساحات المعارك إلى المكاتب
الروبوت الذي يُشبه كلبًا آليًا لا يحمل اسمًا بعد، لكنه مميز بلونه الأزرق والأبيض، ومزود بتقنيات متقدمة تشمل التتبع والملاحة وتنفيذ الأوامر الصوتية.
والأهم أنه مصمم ليكون ذاتي التشغيل تمامًا، دون الحاجة إلى جهاز تحكم عن بعد، وقادر على تجاوز العقبات والتعامل مع التضاريس الصعبة مثل السلالم والحواجز.
ووفقًا للمطورين، فإن هذا الروبوت ليس مجرد أداة تقنية، بل هو عنصر فاعل ضمن فرق بشرية، سواء كانت وحدة مشاة في الجيش أو فريق عمل في منشأة صناعية أو حتى مؤسسة خدماتية.
يتجاوز حدود الضحك
اللافت أن الروبوت الذي استُخدم في برنامج رامز هذا العام يتطابق من حيث البنية والتقنيات مع الطرازات التي تم تطويرها ضمن هذا المشروع الإسرائيلي.
ورغم عدم الإعلان رسميًا عن الجهة المستوردة أو تفاصيل الصفقة، إلا أن المصادر التقنية تشير إلى أن بعض النسخ التجريبية من هذه الروبوتات يتم تصديرها لأغراض غير عسكرية، بما في ذلك العروض التفاعلية والتسويقية وحتى الترفيهية.
الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى انتشار التكنولوجيا الإسرائيلية في قطاعات الإعلام والترفيه بالمنطقة، وكيف يمكن لفكرة مرحة في برنامج مقالب شهير أن تحمل في طياتها رمزية تكنولوجية تتجاوز حدود الضحك.
روبوتات بلا حدود.. واستخدامات متعددة
مشروع HRI لا يقتصر على “الكلب الآلي”، بل يشمل أيضًا روبوتات اجتماعية للمكاتب، ومرافقين ذوي ذكاء اصطناعي لكبار السن، جميعها قادرة على فهم اللغة البشرية الطبيعية والتفاعل معها بذكاء، مما يجعلها مرشحة للاندماج في قطاعات عدة: من غرف العمليات العسكرية إلى قاعات الاجتماعات في الشركات، وحتى غرف المعيشة في منازل كبار السن.
ختامًا.. أين حدود “الترفيه” وأين تبدأ “الاختراقات”؟
رغم الطابع الترفيهي الظاهر في البرنامج، إلا أن ظهور تقنيات إسرائيلية متقدمة على الشاشات العربية يسلط الضوء مجددًا على إشكالية الاختراق التكنولوجي تحت غطاء الترفيه، ويعيد طرح أسئلة مهمة حول مسارات التطبيع الناعم ودور الإعلام في تسويق المنتجات والتقنيات — حتى لو كان ذلك عن غير قصد.
فهل يدفعنا “كلب رامز” إلى إعادة التفكير في ما يدخل بيوتنا من أدوات ذكية؟ وهل آن الأوان لطرح نقاش جاد حول الأمن التقني والسيبراني في فضاء الإعلام العربي؟
طالع المزيد: