شريف عبد القادر يكتب: حرب الليمون

بيان
(1)
في بداية حرب روسيا وأوكرانيا، فوجئت بأن كيلو الليمون أصبح بـ15 جنيهًا، وعندما أظهرت دهشتي للبائع، قال لي: “يا أستاذ، علشان حرب روسيا وأوكرانيا”. فضحكت وسألته: “أنت تعرف فين روسيا وأوكرانيا؟” فضحك هو الآخر وقال: “بعد باب الشعرية بشوية!.. وبالطبع هذا يؤكد أن التجار الجشعين يوفرون المبررات للبائعين ليرفعوا الأسعار دون منطق.
ومن حرب روسيا وأوكرانيا إلى حرب الليمون.. الآن، كيلو الليمون بـ120 جنيهًا! وبالطبع، السبب هذه المرة هو التصدير — مع أن سعر الكيلو في دولة مثل إيطاليا، حسب ما علمت من صديق مقيم هناك، هو يورو واحد، علمًا بأن اليورو هناك يعادل قيمته الجنيه عندنا من حيث القوة الشرائية.
لذا نرجو تصدير الفائض من الخضراوات والموالح والفاكهة فقط بعد أن يتوفر احتياج السوق المحلي بالسعر المناسب لدخل المواطنين.
كما أنه لابد من وضع ضوابط حازمة، فمعظم المزارعين أصبحوا يفضلون التصدير بسبب هبوط قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى تفشي الجشع بين المزارعين والتجار وباعة التجزئة.
رحم الله أيامًا كنا نقول فيها “العدد في الليمون”، تعبيرًا عن الوفرة في بعض الأشياء.
(2)
في الدول الغربية، يُتاح القمار في العديد من الأنشطة الرياضية مثل سباقات السيارات والخيول وكرة القدم. ولذلك، تُباع حقوق اللاعبين بين الأندية بقصد التربح منهم.
ومنذ أكثر من عقدين، قرأنا اقتراحًا لأحد الإعلاميين الرياضيين يطالب فيه بإتاحة المقامرة في مباريات كرة القدم المصرية، وقد قوبل اقتراحه بالرفض والاستهجان.
كنت أتابع مباريات كرة القدم وأشجع فريق الزمالك، ولكن عندما شاهدت لاعبين مثل مارادونا وباولو روسي وغيرهما، أقلعت عن متابعة كرة القدم المصرية وتشجيع الزمالك، وحرصت على مشاهدة الكرة الأوروبية لما فيها من انسجام بين اللاعبين، ونقل الكرة باحترافية، مما يجعل المشاهدة ممتعة طوال زمن الشوطين.
أما الكرة المصرية، فعادةً ما تجد لاعبًا موهوبًا في فريق، لكن لا تجد انسجامًا بين اللاعبين. كثير منهم يحرص على الاستحواذ على الكرة لتسجيل هدف فردي، وغالبًا ما تتحول المباريات إلى مشاهد من العرقلة، والجذب، والكعقلة، مما يفسد متعة المشاهدة.
وأصبح من الشائع أن الأندية ذات القدرة المالية الكبيرة تشتري اللاعبين الموهوبين، سواء من الخارج أو من أندية محلية ذات إمكانيات محدودة. ومع مرور الوقت، تختفي الأندية الفقيرة من الدرجة الأولى، أو من كرة القدم نهائيًا.
ولتصحيح هذا الخلل، أقترح ما يلي:
منع بيع اللاعبين محليًا، بحيث يصبح انتماء اللاعب لناديه مدى الحياة، كفصيلة دمه، مع السماح فقط ببيعه لأندية خارجية.
منع الأندية المحلية من شراء لاعبين أجانب.
منع الاستعانة بمدربين أو حكام أجانب في المباريات المحلية، لأنه أمر غير لائق، ويستنزف العملة الصعبة.
بهذا، ستختفي صدارة بعض الأندية المعتمدة على القدرة المالية، وتُمنح فرصة التنافس والصدارة لأندية ذات قدرات مالية متواضعة، لكنها تملك لاعبين متميزين.
(3)
أثناء وجودي مع جاري، تصادف حضور صديق له، وفوجئت بأن الجار يسأل صديقه عن الحالة الصحية لوالدته، فاتضح أنها أُصيبت بجلطة في المخ (شفاها الله)، وكانت محتجزة بمستشفى المقطم للتأمين الصحي.
ثم تم إصدار خطاب تحويل لها إلى مستشفى التوفيقية التخصصي لاستكمال علاجها هناك على نفقة التأمين الصحي، ومن المؤكد أن هذا المستشفى تتوافر فيه الإمكانيات المناسبة لعلاج الحالة.
ولذلك، وجب توجيه التحية لمستشفى المقطم للتأمين الصحي، ولهيئة التأمين الصحي، على هذا الإجراء الإنساني المحمود.