إطلالات مثيرة لركوب “الترند”.. أم رسائل مستترة للمجتمع والشباب؟

كتب: محمد طه

هل هى مجرد إطلالات مثيرة بحثا عن الاختلاف وجذب الأضواء؟.. أم أن الأمر أبعد من ذلك فى محاولة لتصدير ودعم قيم سلبية للمجتمع المصرى والعربى من خلال صناعة نموذج ودعم لمجتمع “الميم” وما يعنيه من وراء ذلك؟
خاصة وأن هناك عدد من الممثلين سبق له وأعلن دعمه لمجتمع المثليبين، ولم يخشى رد فعل الجمهور، ولا صدمة المجتمع المصرى الرافض بشدة لتمرير مثل هذه السلوكيات لشبابنا.

ولم يعد الجدل المصاحب لإطلالات بعض النجوم ظاهرة فنية عابرة، بل بات أمر لا يمكن السكوت عنه، والاكتفاء بطرح علامات الاستفهام  حول ما إذا كانت تلك الاختيارات مجرد اختلافات في الذوق والموضة، أم أن وراءها رسائل مقصودة فيما يخص قضايا الهوية والمثلية والتقاليد.

محمد رمضان في كوتشيلا.. الجدل يعود مجددًا

أحدث حلقات هذا الجدل كانت من نصيب الفنان محمد رمضان، بعد مشاركته مؤخرًا في مهرجان “كوتشيلا” للموسيقى والفنون في الولايات المتحدة، حيث ظهر بإطلالة وُصفت بأنها قريبة من “بدل الرقص”، تضمنت “توب” ذهبي وبنطلون أسود ووشاح مرسوم عليه “مفتاح الحياة”.

ورغم أن رمضان بدأ الحفل بجملة “ثقة في الله رقم 1… مصر”، ورفع علم بلاده خلال تأدية أغنيته “بتحلوي”، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين رأوا في مظهره خروجا عن المألوف وتمييعا للهوية الفنية العربية.

ترند الإطلالات الصادمة

محمد رمضان لم يكن الوحيد. سبقه ويوازيه في هذا الاتجاه عدد من النجوم الذين اعتمدوا إطلالات وصفت بـ”المستفزة” أو “النسوية”، ما أثار استهجان شريحة واسعة من الجمهور.

  • أحمد سعد وشقيقه عمرو، والأول ظهر في أكثر من مناسبة مرتديًا “حلق” و”خلخال” وملابس شفافة، ليواجه انتقادات واسعة حول توجهاته الفنية، وكذلك فعل الأخير بالظهور فى ملابس مثيرة للجدل.

  • ويجز، من جانبه، اختار ملابس “غريبة” في أكثر من إطلالة، من بدلة تجمع ألوانًا صاخبة كالأخضر والبنفسجي، إلى قميص شفاف، ثم آخر من الكروشيه.

  • حسن شاكوش ظهر في جلسة تصوير بملابس من الستان، واضعًا وشاحًا على رأسه، في إطلالة أثارت تساؤلات مشابهة.

  • أحمد مجدى، وقد تجاوز مسألة المظهر والملابس إلى إعلانه دعم قوانين الغرب التى تشرع لزواج المثليين جنسيا، من خلال نشر صورة له تحمل ألوان قوس قزح، على موقع “انستجرام”، إلا أنه أتُهم بالمثلية الجنسية خاصة بعد دوره في مسلسل “العهد”.
  • ناهيك عن عدد آخر من الممثلين أعلن صراحة أنه يدعم الحرية الجنسية، والمثليين، ومجتمعهم

طالع المزيد:

أين تنتهي حرية التعبير الفني؟

رغم أن لكل فنان الحرية في اختيار نمط أدائه وإطلالاته، إلا أن جمهورًا واسعًا يتساءل: هل تخدم هذه “الاختلافات الشكلية” المحتوى الفني؟ أم أنها وسيلة لجذب الأضواء أو تمرير رسائل تتجاوز الفن إلى محاولة تغيير شكل المجتمع وقيمه؟
ويرى مراقبون أن مثل هذه الإطلالات، خصوصًا عندما تتكرر وتتزامن مع تصريحات داعمة لبعض التوجهات الغربية المتعلقة بـ”مجتمع الميم”، تثير القلق بشأن ما إذا كانت هناك محاولة ناعمة لتطبيع تلك المفاهيم داخل المجتمعات العربية.

هل من رقابة ثقافية ؟

في ظل غياب مواثيق واضحة تحكم الشكل البصري والمضمون الثقافي للفن الجماهيري، يصبح السؤال مشروعًا: هل يجب ترك الأمور لتقدير السوق والجمهور فقط؟ أم أن ثمة حاجة لوجود ضوابط ثقافية ومجتمعية، لا تقيد الفن، ولكن تحمي هوية الأمة؟

ساويرس ومهرجانه "الجونة" مسرح الإطلالات الصادمة
ساويرس ومهرجانه “الجونة” مسرح الإطلالات الصادمة

تصريحات متخصصين ومفكرين

وفى التالى نقدم عدد من آراء أساتذة علم الاجتماع وخبراء الإعلام، ورجال الدين، والكتاب والمثقفين فى القضية التى نحن بصددها.

د. سامح عبد الحفيظ – أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة:

“لا يمكن فصل الإطلالات الغريبة لبعض الفنانين عن سياقها الثقافي الأوسع. فالفن لم يعد مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة لتشكيل الوعي العام، ومن ثم فإن التكرار المتعمد لمظاهر معينة يخدم – سواء بقصد أو دون قصد – أجندات تتعلق بإعادة تعريف الهوية والقيم المجتمعية.”

د. منى الغندور – خبيرة الإعلام والثقافة البصرية:

“ما نشهده اليوم من تعمد صدمة الجمهور بصريًا لا يمكن فصله عن التأثير المتزايد لثقافة البوب الغربية على الفن العربي. الإشكالية لا تكمن في الحرية الفنية، بل في استخدام تلك الحرية كغطاء لتمرير أنماط سلوكية غير مقبولة مجتمعيًا.”

الشيخ د. خالد العوضي – عضو هيئة كبار العلماء:

“الإسلام لا يحارب الفن، بل يهذب غايته ويوجه رسالته نحو البناء لا الهدم. والترويج لأنماط اللباس والسلوك التي تتعارض مع الفطرة والذوق العام بدعوى الإبداع هو خداع للبسطاء وتهديد لهوية الأمة.”

الكاتبة والناقدة الفنية نجلاء خليل:

“الاختلاف والتميز أمران مطلوبان في الفن، لكن حين يتحول الشكل إلى صدمة، والرسالة إلى فوضى، فإننا لسنا أمام فن راقٍ بل أمام استعراض يفتقد للهوية،

ويبحث عن الشهرة على حساب القيم.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى