رؤية الكيان الصهيونى لحل اللواء الثامن أبرز التشكيلات العسكرية في الجنوب السوري

كتب: أشرف التهامي
مقدمة
نشر مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث، المعروف بارتباطه بالمؤسسة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، تقريرا أفرد فيه تحليليًا عن حل “اللواء الثامن” في محافظة درعا جنوب سوريا، وجاء فيه أن ما حدث بمثابة خطوة نحو دمجه في الجيش السوري الجديد.
وجاء في التقرير – أيضا – أن اللواء الثامن، الذي كان يُعد أحد أبرز التشكيلات العسكرية في الجنوب السوري، أعلن رسميًا حل نفسه، وتبعية أفراده لوزارة الدفاع السورية. وبحسب البيان الصادر عن قيادة اللواء، فقد تم تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية بالكامل للوزارة، في خطوة وُصفت بأنها تعكس قبولًا واضحًا بسلطة الحكومة المركزية في دمشق.
كما أُشير إلى أن العناصر السابقين في اللواء سيُدمجون ضمن ما يسمى “الجيش السوري الجديد”، في إطار إعادة هيكلة بعض الفصائل المحلية المسلحة بعد سنوات من الصراع والانقسامات في المنطقة.
ولم يخلُ التقرير من التحليل الذي يعكس وجهة النظر الإسرائيلية، إذ اعتبر المركز أن هذه التطورات تأتي في سياق سعي الحكومة السورية لاستعادة السيطرة الكاملة على الجنوب السوري، خاصة المناطق التي كانت تخضع سابقًا لاتفاقيات مصالحة برعاية روسية عقب سيطرة دمشق عليها عام 2018.
وننشر فى التالى النص المترجم للتقرير الذى يعكس وجهة النظر الإسرائيلية:
التقرير
جاء حل اللواء بعد أيام من الاشتباكات بين عناصره وأهالي مدينة بصرى الشام (حوالي 35 كيلومترًا شرق درعا)، والتي أسفرت عن إصابة وقتل عدد من الأشخاص.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التطور جاء في ظل مساعي الرئيس الشرع لفرض حكمه وترسيخه في جميع أنحاء البلاد، مما جعله يبدو وكأنه خطوة انتهازية من جانب الحكومة.بدأت الاشتباكات في بصرى الشام في 10 أبريل ، عندما قامت قوات من اللواء الثامن العامل في المدينة بتصفية بلال المصطفى (المعروف أيضًا باسم بلال الدروبي)، أحد القادة المحليين المعارضين لأحمد العودة (قائد اللواء الثامن) وأنشطة اللواء في منطقة درعا.وجاءت تصفية مصطفى في سياق جهود العودة الأخيرة لتعزيز موقعه في منطقة درعا، ربما استجابةً لضغوط الحكومة الجديدة ومعارضة متزايدة من العديد من السكان المحليين لأنشطته.نتيجةً لعملية الاغتيال (التي صوّرها أقارب مصطفى)، اندلعت احتجاجاتٌ واسعةٌ من أهالي المدينة ضدّ أنشطة اللواء الثامن، أُصيب خلالها عددٌ من المدنيين واعتقلوا، وقد دفع تصاعد الاحتجاجات عناصر اللواء الثامن إلى إقامة عدة نقاط تفتيش على مداخل المدينة، واحتجاز المزيد من المدنيين.
ردًا على هذه الأحداث
أرسلت وزارة الدفاع السورية تعزيزاتٍ إلى محافظة درعا، وبدأت بملاحقة عناصر اللواء الثامن، واعتقال عناصره ومصادرة أسلحتهم.
وفي إطار ذلك، دخلت قوات وزارة الدفاع بصرى الشام، وسيطرت على مبانٍ حكومية وسجنٍ تابعٍ للواء الثامن، بل واستولت على عدة دبابات وناقلات جند مدرعة.
اللواء الثامن
هذا التنظيم، الذي ينشط في منطقة درعا منذ عام ٢٠١٨، هو في جوهره إعادة صياغة لجماعة متمردة تُدعى “شباب السنة”، والتي كانت تعمل كجزء من الجيش السوري الحر حتى عام ٢٠١٨، وكانت من أكبر التنظيمات في منطقة درعا.
عمل بشكل رئيسي ضد نظام الأسد وروسيا والمحور الشيعي، ولكن من المعروف أنه خلال الحرب ضد داعش، تعاون أعضاؤه مع هذه الكيانات من وقت لآخر، وكذلك مع جبهة النصرة (بقيادة الشرع/الجولاني).

بعد سيطرة نظام الأسد على جنوب سوريا عام ٢٠١٨، اختار العديد من أعضاء التنظيم المشاركة في “اتفاقيات المصالحة”، والتي بدأوا بموجبها العمل ضمن الفرقة الخامسة في الجيش السوري برعاية روسية (حتى عام ٢٠٢٢)، وكجزء من هذه الاتفاقيات، تم تغيير اسم التنظيم إلى اللواء الثامن.
بعد بدء هجوم المتمردين ضد نظام الأسد في نوفمبر ٢٠٢٤، انضم أعضاء التنظيم إلى غرفة عمليات الجنوب وساهموا في السيطرة على جنوب سوريا، وخاصة منطقة درعا.
دور اللواء الثامن في إسقاط الأسد
في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، عمل أعضاء التنظيم(اللواء الثامن) ككيان مستقل، حيث أنشأوا سجونًا ونظامًا قضائيًا وقوات أمن، بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أنهم متورطون في تجارة المخدرات في المنطقة الحدودية مع الأردن.
من هو أحمد العودة؟
كان قائد اللواء الثامن، و هو أحد الشخصيات البارزة العاملة في جنوب سوريا طوال الحرب الأهلية ، العودة، 45 عامًا، من مدينة بصرى الشام، حاصل على إجازة في الأدب الإنجليزي، وخدم سابقًا في الجيش العربي السوري.
بعد اندلاع الحرب الأهلية، انضم إلى صفوف الثوار في مدينته وقاد تنظيم “شباب السنة”، وبعد سيطرة الجيش العربي السوري على جنوب سوريا، أصبح قائدًا للواء الثامن، ويُعتبر مقرّبًا من القوات الروسية في البلاد.
نجاحًا هامًا لنظام الشرع
يُعدّ حلّ اللواء الثامن نجاحًا هامًا لنظام الشرع، الذي نجح في تحييد مركز معارضة مهم آخر لحكمه الجديد، هذا و يُسهم هذا التطور في تقوية النظام الجديد وزيادة شرعيته المحلية والدولية، كما قد يُؤثّر على جماعات أخرى في سوريا (مثل الدروز) للتحالف مع الحكومة الجديدة.
…………………………………………………………………………………
الرابط الأصلى للتقرير: https://israel-alma.org/disbandment-of-the-8th-brigade/