عبد الغنى: المايسترو الأمريكي هو من يعيد تنظيم الواقع السورى لضمان مصالح إسرائيل وتركيا | فيديو

 كتب: على طه

 من سيرث الأراضي أو القواعد التي ستنسحب منها أمريكا في سوريا، أو من سيملأ هذا الفراغ؟.. فى الإجابة على هذا السؤال قال الكاتب الصحفى عاطف عبد الغني ، رئيس تحرير “موقع بيان” إن إسرائيل تُعدّ نفسها لهذا السيناريو، وقد صرّحت بالفعل بأنها بصدد التحرك في هذا الشأن، بما يعني أنها تهيئ نفسها لتكون بديلاً محتملاً في بعض المناطق التي قد تنسحب منها القوات العسكرية الأمريكية فى سوريا.

وأضاف عبد الغنى فى مداخلة أجراها لقناة النيل الإخبارية إن الانسحاب الأمريكي سيكون منظمًا وجزئيًا، حيث سيتم تقليص القوات من حوالي 2000 عنصر موزعة على 25 موقعًا، إلى نحو 1000 عنصر خلال عدة أشهر،وقد تُبقي الولايات المتحدة على هذا العدد لفترة لاحقة.

وواصل عبد الغنى قائلا إنه في جميع الأحوال، سيكون هناك تنسيق كبير بين أمريكا وحليفيها الاستراتيجيين في المنطقة: إسرائيل وتركيا. أمريكا حريصة للغاية على ألا يقع صدام بين هذين الحليفين، وهذا ما أكده الرئيس ترامب خلال لقائه الأخير مع نتنياهو، عندما شدد على أن تركيا “صديقة”، وأنه لن يسمح بوقوع أي صدام بين الطرفين.

وأضاف أن المواقع التي ستنسحب منها أمريكا ليست أراضٍ شاسعة، بل هي نقاط تمركز كانت تستخدمها الولايات المتحدة بحجة منع وصول الإمدادات بين داعش في العراق وسوريا. لكنها في الحقيقة كانت تُحقق أيضًا مكاسب اقتصادية، خاصة في المناطق الغنية بالنفط، حيث كانت تستولي على موارد تخص سوريا.

وبالتالي، لن يكون هناك خلاف كبير في توزيع النفوذ أو إعادة التموضع.

وطرح مقدم الحلقة عاصم أبو الغار سؤالا جاء: هل هذا الانسحاب، حتى ولو كان جزئيًا، قد يشجع بعض الجماعات أو التنظيمات المتبقية على الأرض، التي تمتلك أجندات مناقضة لما يجري سياسيًا في دمشق، على استعادة مواقعها؟

وأجاب عبد الغنى: في الحقيقة، هذا أحد السيناريوهات التي تلوّح بها إسرائيل. فهي ترى أن تفريغ هذه المناطق قد يتيح لتركيا التمدد. وأنا أعتقد أن تفاهمات بدأت بالفعل بين الجانبين، كما جرى مؤخرًا في أذربيجان بين وفدين تركي وإسرائيلي، للوصول إلى اتفاق بشأن تقاسم المصالح.

إسرائيل تحاول أيضًا أن تُصدّر للغرب وأوروبا أن انسحاب القوات الأمريكية سيسمح بعودة داعش، لكنني أعتقد أن هذا السيناريو محسوب بدقة، وأن الخطر الحقيقي لا يتمثل في داعش، بل في فصائل أخرى للمقاومة الإسلامية.

أما عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فهناك بالفعل مخاوف لدى أفرادها من أن يؤدي هذا الانسحاب إلى إضعاف موقعهم ودعمهم اللوجستي، وإلى فقدان السيطرة الميدانية. لكنني أعتقد أن أمريكا لن تتخلى عنهم، وهناك تحالفات وسيناريوهات جديدة تتشكل.

واستطرد الكاتب الصحفى: نلاحظ كذلك أن عبدالله أوجلان ألمح إلى إمكانية حل حزب العمال الكردستاني، وهناك تفاهمات بين أحمد الشرع ومظلوم عبدي. هذا كله يدل على حراك جديد في المنطقة.

وقال: إسرائيل تحاول أن تُظهر نفسها كحامية لقسد والدروز وبعض الفصائل الأخرى في سوريا. هذه اللوحة المعقدة التي تبدو متنافرة، أعتقد العكس تمامًا. هناك ما يشبه “المايسترو” الذي ينظم كل هذا المشهد، وهو الولايات المتحدة الأمريكية. ترامب يمسك بعصا المايسترو، وينسّق بين الأطراف المختلفة والمتعارضة لتحقيق مصالحه ومصالح إسرائيل.

وأكد عبد الغنى أن إسرائيل تسعى الآن للحصول على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الغنية بالثروات في سوريا، فهي تطمع في المزيد من النفوذ الاقتصادي والعسكري. والمايسترو الأمريكي هو من يعيد تنظيم هذا الواقع ويمنع وقوع صدامات بين الحلفاء الاستراتيجيين: تركيا وإسرائيل.

وأضاف تركيا حريصة بدورها على ألا تدخل في صدام مباشر مع إسرائيل، رغم التصريحات الرنانة التي تصدر منها دفاعًا عن الإسلام، لكنها في النهاية تعمل وفق تفاهمات.

وانتهى الكاتب الصحفى عاطف عبد الغنى إلى القول: أمريكا تعيد الآن تشكيل واقع جديد في المنطقة، بعد أن ضمنت أن النظام السوري السابق رغم الاختلاف الكبير حول هذا النظام، فإنه كان يمثل شوكة في خاصرة إسرائيل، ولذلك فإن أمريكا تتحرك لتأمين مصالحها ومصالح إسرائيل.

شاهد المداخلة

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى