رحيل الفنان سليمان عيد: فارس الوجوه المتعددة يترجل بعد 4 عقود من العطاء | ألبوم صور

كتبت: هدى الفقى
صُدم الوسط الفني المصري والجمهور صباح الجمعة 18 أبريل 2025، بخبر وفاة الفنان الكوميدي القدير سليمان عيد، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، أنهت مسيرته الغنية التي امتدت لأكثر من أربعين عامًا، قدّم خلالها ما يزيد على 150 عملًا فنيًا متنوعًا.
وُلد سليمان عيد في 17 أكتوبر 1968 بحي إمبابة الشعبي في محافظة الجيزة، ونشأ وسط بيئة بسيطة شكلت روحه الفنية وصقلت حسه الإنساني، الذي ظل حاضرًا في جميع أدواره، حتى تلك التي اتسمت بالكوميديا الساخرة. التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، وهناك بدأت رحلته الحقيقية مع الفن، مشوار بدأ بصبر وشغف، وتحول لاحقًا إلى حضور ثابت في الساحة الفنية.
انطلقت شهرته بقوة بعد مشاركته مع الزعيم عادل إمام في فيلم “الإرهاب والكباب” عام 1992، حيث أظهر قدرة لافتة على أداء الشخصيات البسيطة بطرافة وإنسانية، ونجح في ترسيخ مكانته كـ”جوكر” الأدوار الثانية، الذي لا يغيب حضوره عن ذاكرة المشاهدين.
شارك سليمان عيد في العديد من المسلسلات الرمضانية الشهيرة، من بينها “الكبير أوي 6″، و”بيت فرح”، و”أنا وهي”، وكان آخر ظهور تلفزيوني له في مسلسل “سيد الناس” الذي عُرض في رمضان 2025. كما شارك في فيلم “فار بـ7 أرواح”، حيث جسد فيه دور جثة تُنقل بين أبطال العمل في مواقف كوميدية سوداء لافتة.
ومن أبرز أفلامه التي تركت بصمة واسعة في السينما المصرية: “زكي شان”، و”الناظر”، و”فول الصين العظيم”، و”وش إجرام”، و”الفيل في المنديل”، و”حين ميسرة”، و”الممر”، و”كباريه”، و”الفرح”، و”شد أجزاء”، و”جعلتني مجرمًا”، و”من 30 سنة”، و”حسن وبقلظ”، و”الكبار”، وغيرها من الأعمال التي جسد فيها وجوهًا متعددة ومتناقضة بإتقان فني مدهش.
وقد كان الظهور العلني الأخير للفنان الراحل قبل يومين فقط من وفاته، حين شارك في عزاء المنتج صلاح منتصر بمسجد الحامدية الشاذلية في المهندسين مساء الأربعاء 16 أبريل.
برحيل سليمان عيد، تفقد الساحة الفنية فنانًا من طراز خاص، امتلك الموهبة والحضور وخفة الظل، وكان دائمًا قريبًا من الناس، في الشارع كما في الشاشة. ترك وراءه إرثًا من الأدوار التي أضحكت وأبكت، وأثرت في وجدان أجيال من المتفرجين.
رحل صاحب الضحكة الصافية، لكن وجوهه المتعددة ستظل حاضرة في ذاكرة الفن المصري.
إنا لله وإنا إليه راجعون.