كتب – سيد علي

ودّع الوسط الفني المصري الفنان سليمان عيد الذي فارق الحياة صباح الجمعة 18 أبريل 2025 عن عمر ناهز السادسة والخمسين عامًا، وذلك بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة وهبوط حاد في الدورة الدموية، وهو الخبر الذي أثار حالة من الصدمة والحزن في أوساط محبيه وزملائه من الفنانين الذين نعوه بكلمات مؤثرة، معبرين عن تقديرهم الكبير لمسيرته الطويلة ومكانته الإنسانية والفنية.

وفاة الفنان سليمان عيد إثر تعرضه لأزمة صحية طارئة

وبينما لا تزال صالات العرض السينمائي تستقبل الجمهور لمشاهدة فيلمه الجديد “فار بـ 7 أرواح”، الذي يجسد فيه سليمان عيد واحدًا من أدواره الكوميدية غير التقليدية.

يظهر الفنان الراحل في الفيلم بدور جثة، وهو ما يضفي طابعًا دراميًا خاصًا على لحظة وداعه، حيث بات الفيلم بمثابة الظهور الأخير له على الشاشة الكبيرة، وارتبط في أذهان محبيه بمفارقة موجعة أثارت موجة من التأمل والحديث عن مسيرته الفنية الممتدة.

ويُعد فيلم “فار بـ 7 أرواح” من الأعمال الكوميدية التي تشهد مشاركة عدد كبير من نجوم السينما المصرية، وعلى رأسهم أحمد فتحي، وإدوارد، وندي موسى، وويزو، وفرح الزاهد، ولينا صوفيا، ومحمد لطفي، ومحمد رضوان، وعلاء مرسي، وأوتاكا، وإبراهيم السمان، وهو من تأليف محمد فاروق شيبا، وإخراج شادي علي، وقد حقق العمل نسب مشاهدة مرتفعة منذ بداية عرضه، بينما منح دور سليمان عيد فيه الفيلم عمقًا إضافيًا لم يكن محسوبًا قبل رحيله المفاجئ.

ولد الفنان سليمان عيد في 17 أكتوبر 1968 بحي الكيت كات بمحافظة الجيزة، ونشأ في بيئة شعبية أثرت في تكوينه الثقافي والفني، وبدأ مشواره الفني في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث تنقل بين أدوار صغيرة حتى جاءت انطلاقته الحقيقية عام 1992 من خلال مشاركته في فيلم “الإرهاب والكباب” أمام الزعيم عادل إمام، وهو الدور الذي فتح له أبواب المشاركة في العديد من الأعمال السينمائية التي أظهرت طاقته الكوميدية وحضوره المختلف.

وتوالت بعد ذلك مشاركاته البارزة في عدد من أهم أفلام التسعينيات مثل “طيور الظلام” و”النوم في العسل” و”همام في أمستردام”، ونجح في ترسيخ نفسه كممثل مساعد دائم الحضور، يجمع بين خفة الظل والقدرة على تجسيد الشخصيات الشعبية بحس واقعي جعل جمهوره يتعامل معه بوصفه ممثلًا قريبًا منهم، وامتد نشاطه إلى المسرح والدراما التليفزيونية، حيث شارك في عدد ضخم من المسلسلات التي زادت من جماهيريته.

ويصل عدد الأعمال التي شارك فيها الفنان الراحل إلى أكثر من 150 عملًا تنوعت بين الأفلام السينمائية والمسرحيات والمسلسلات والبرامج، وكان دائم الظهور في مواسم رمضان التليفزيونية، وحرص على التنقل بين أنماط الأداء المختلفة دون أن يفقد هويته الفنية، ما جعله حاضرًا في ذاكرة الجمهور بمزيج من البساطة والقبول والإخلاص في الأداء.