صلاح عبد الله يودّع سليمان عيد بالدموع والدعاء والمشاركة رغم ألمه

كتب – نور منصور

انفجر الفنان صلاح عبد الله باكيًا في لحظة وداع صديق عمره الفنان الراحل سليمان عيد، بعد أن شارك في تشييع جنازته ظهر اليوم، وسط حالة من الحزن الشديد التي خيّمت على الوسط الفني بأكمله، وغلبت المشاعر على ملامحه أثناء أداء صلاة الجنازة التي أصر على إتمامها واقفًا دون كرسي، رغم وضعه الصحي الصعب، متمسكًا بتوديع صديقه حتى اللحظة الأخيرة واقفًا على قدميه، رافضًا الاستناد على أحد.

عزاء الراحل سليمان عيد في مسجد الشرطة الشيخ زايد اليوم

جاءت وفاة الفنان سليمان عيد، الذي رحل عن عمر يناهز 56 عامًا، نتيجة أزمة قلبية مفاجئة لم تمهله فرصة لتلقي العلاج، ما شكّل صدمة حقيقية لجمهوره وزملائه في الوسط الفني، الذين عرفوا عنه طيب الخلق والتواضع وخفة الظل، إلى جانب قدرته الكبيرة على تقديم أدوار متنوعة بإجادة وصبر عبر أكثر من ثلاثة عقود من العمل الفني المتواصل.

ورغم محاولة المقربين من صلاح عبد الله تهدئته، إلا أن انهياره كان واضحًا، وبكاؤه المتواصل أمام الجثمان لفت الأنظار، وعبّر عن عمق العلاقة بينه وبين الراحل، وهي صداقة بدأت منذ بداياتهما الفنية وامتدت لسنوات طويلة داخل وخارج الاستوديوهات، وظلت قوية حتى يوم الرحيل.

ولم يكتفِ عبد الله بالحضور إلى الجنازة، بل كتب لاحقًا رسالة مؤثرة نشرها عبر حسابه الشخصي قائلاً: “أطمن ياسولوم ماتقلقلش عليا، أنا بقيت كويس وبطلت عياط، وبدعيلك من قلب قلبي ياعشرة العمر ياغالي، نومة هنية في الجنة ونعيمها ياسليمان بإذن الرحمن الرحيم”.

ولد الفنان سليمان عيد يوم 17 أكتوبر 1968 في حي الكيت كات بمحافظة الجيزة، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، بدأ مشواره الفني بأدوار صغيرة في نهاية الثمانينيات، ثم جاءت انطلاقته الحقيقية في فيلم “الإرهاب والكباب” عام 1992 مع النجم عادل إمام، ليبدأ بعدها سلسلة طويلة من المشاركات في أفلام بارزة مثل “طيور الظلام”، و”النوم في العسل”، و”همام في أمستردام”، إضافة إلى عشرات المسلسلات والمسرحيات، حتى بلغ عدد أعماله الفنية أكثر من 150 عملًا.

ترك سليمان عيد خلفه إرثًا فنيًا متنوعًا وشخصية محبوبة في الوسط الفني، ليبقى اسمه حاضرًا في ذاكرة الجمهور وزملائه، ولتكون جنازته مشهدًا حقيقيًا من مشاهد الوفاء الإنساني والفني التي جمعت بينه وبين صلاح عبد الله حتى اللحظة الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى