ضغوط ترامب الاقتصادية تدفع كندا لتسريع استخراج المعادن الحيوية

وكالات

واجهت كندا ضغوطًا متزايدة دفعتها إلى تسريع خطط تطوير مشاريع التعدين في شمال أونتاريو، بعد تصريحات تهديدية أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية فرض رسوم جمركية على الواردات الكندية، إلى جانب إصراره على تأمين إمدادات ثابتة من المعادن الحيوية.

خلافات حادة داخل إدارة ترامب بشأن ضرب البرنامج النووي الإيراني

وتأتي هذه التحركات في ظل تنامي التوتر التجاري بين واشنطن وأوتاوا، ومع تزايد أهمية المعادن الاستراتيجية في صناعات الطاقة والتكنولوجيا والدفاع.

ركّزت الحكومة الكندية اهتمامها على منطقة “رينج أوف فاير”، التي تحتوي على كميات كبيرة من النيكل، والكروميت، والنحاس، والزنك، والبلاتين، وهي معادن تُعد بالغة الأهمية في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والرقمنة.

وقد أعلنت حكومة أونتاريو عن حزمة تشريعات جديدة تهدف إلى تسريع الإجراءات البيروقراطية الخاصة بترخيص مشاريع التعدين في المنطقة، وتصنيف بعض المواقع كمناطق اقتصادية خاصة.

وعد زعيم حزب المحافظين بيير بويليفر بإصدار جميع التصاريح الفيدرالية اللازمة في غضون ستة أشهر، كما تعهد بتخصيص مليار دولار لبناء شبكة طرق لتمكين شركات التعدين من الوصول إلى المنطقة، وفي المقابل، أكد زعيم الليبراليين مارك كارني عزمه على التعاون المباشر مع حكومة المقاطعة لتسريع عمليات التطوير.

وقد أشار رئيس وزراء أونتاريو، دوغ فورد، إلى أن تحركات إدارته جاءت كرد مباشر على التصريحات العدائية للرئيس ترامب، مؤكدًا أن كندا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديدات الاقتصادية.

لكن تسريع هذه المشاريع لم يمر دون اعتراض، فقد عبّر زعماء عدد من قبائل السكان الأصليين في أونتاريو عن رفضهم لأي نشاط اقتصادي يُقام دون استشارتهم أو موافقتهم، وأكدوا أن الأراضي التي تقع فيها المنطقة ليست للبيع، مطالبين بحوار مبني على احترام السيادة والمعاهدات التاريخية.

وصرّح سول ماماكوا، عضو البرلمان المحلي عن الحزب الديمقراطي الجديد، بأن المجتمعات الأصلية يجب أن تكون شريكة فعلية في أي عملية تنمية وأن تستفيد من الموارد التي تُستخرج من أراضيها.

تصريحات ترامب، التي ألمح فيها سابقًا إلى رغبته في ضم كندا كولاية أمريكية، أعادت إلى السطح مناقشات حول علاقة البلدين التجارية ومستقبلها، خصوصًا في ظل سعي واشنطن إلى تقليل اعتمادها على خصومها الجيوسياسيين في سلسلة توريد المعادن.

وانتقدت تريسي هيوز، المديرة التنفيذية لمعهد المعادن الحرجة، النهج الأمريكي، مشيرة إلى أن فرض رسوم جمركية على كندا يتناقض مع احتياجات واشنطن لمواردها، ووصفت هذه السياسات بأنها تحمل طابعًا عبثيًا في ظل ما أسمته بـ”كوميديا سوداء”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى