زيلينسكي يرفض هدنة بوتين ويصفها بخدعة جديدة

وكالات
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة استغلال المشاعر الإنسانية عبر إعلان هدنة لمدة 48 ساعة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح، واعتبر أن المبادرة الروسية لا تستهدف وقف القتال بل تمثل وسيلة جديدة “للعب بأرواح البشر”، على حد تعبيره، وذلك في وقت تواصل فيه القوات الأوكرانية التقدم داخل الأراضي الروسية وتحديدًا في منطقة بيلجورود.
أوكرانيا: روسيا قتلت 19 مدنيًا في مسقط رأس زيلينسكي
أكد زيلينسكي أن القوات الأوكرانية مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية داخل روسيا، وقال إن وحدات الجيش الأوكراني تحقق مكاسب ميدانية وتوسع مناطق سيطرتها في بيلجورود، مشددًا على أن الهدنة التي اقترحتها موسكو لا تغير شيئًا من واقع الحرب على الأرض.
وأضاف أن بلاده لا ترى أي مؤشر على حسن نية من الجانب الروسي، بل تعتبر أن ما يحدث هو محاولة لتجميل صورة موسكو أمام المجتمع الدولي، بينما تواصل استهداف المناطق المدنية والبنية التحتية الحيوية في عمق أوكرانيا.
أعلنت موسكو صباح اليوم عن بدء هدنة مؤقتة تستمر 48 ساعة في شرق أوكرانيا، تبدأ من الساعة السادسة مساءً يوم 19 أبريل وتنتهي في 21 أبريل، وذلك بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي، حسب ما جاء في بيان رسمي صادر عن الكرملين.
وجاء في البيان أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بوقف جميع العمليات القتالية في الجبهة الشرقية”، وأضاف الكرملين أن “القيادة الروسية تفترض أن الطرف الأوكراني سيتخذ الخطوة ذاتها”، مع التأكيد على أن “القوات المسلحة الروسية سترد على أي انتهاكات محتملة للهدنة أو استفزازات قد تحدث خلال فترة التهدئة”.
هذه المبادرة الروسية هي الأولى من نوعها منذ عدة أشهر، وجاءت في وقت يتصاعد فيه القتال بشكل واضح في عدد من مناطق الاشتباك، خصوصًا على جبهة دونيتسك وخاركيف، حيث تبادلت القوات الروسية والأوكرانية القصف المدفعي والصاروخي خلال الأيام الماضية، وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
يُذكر أن بيلجورود الروسية أصبحت هدفًا مباشرًا للهجمات الأوكرانية منذ بداية عام 2024، وشهدت توغلًا محدودًا من وحدات أوكرانية خاصة تعمل على زعزعة الاستقرار داخل العمق الروسي.
وتقول كييف إن هذه العمليات تدخل في إطار الرد المشروع على الهجمات المتكررة التي تنفذها موسكو على العاصمة الأوكرانية وعدد من المدن الصناعية في الشرق والجنوب.
وتعكس تصريحات زيلينسكي رفضًا قاطعًا لأي تهدئة لا تقوم على اتفاق شامل يشمل انسحاب القوات الروسية ووقف كامل لإطلاق النار بضمانات دولية، معتبرًا أن الحديث عن هدنة قصيرة هو مجرد محاولة لشراء الوقت أو تحسين المواقع القتالية.
من جهتها، لم تصدر كييف أي إعلان رسمي يؤكد نيتها الالتزام بالهدنة المقترحة، في ظل استمرار العمليات الهجومية في محاور عدة، بينما اكتفت وزارة الدفاع الأوكرانية بنشر بيانات مقتضبة تتحدث عن “عمليات نوعية في العمق الروسي” دون تفاصيل إضافية.