الكرملين يرفض تمديد هدنة عيد القيامة وزيلينسكي يتهم روسيا بتصعيد عسكري واسع

وكالات

أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يصدر أي توجيه لتمديد هدنة عيد الفصح في أوكرانيا، في تصريح مباشر جاء ليحسم الجدل حول موقف موسكو من المبادرة المؤقتة التي كانت تهدف إلى تهدئة الأوضاع خلال عطلة دينية كبرى.

زيلينسكي يرفض هدنة بوتين ويصفها بخدعة جديدة 

وأفادت وسائل الإعلام الروسية بأن الكرملين لم يتلق أي طلب رسمي من الجيش أو من الأطراف الدولية المعنية بهذا الشأن، مما يعني أن العمليات العسكرية الروسية مستمرة دون تغيير في خططها العملياتية الحالية.

تزامن هذا التصريح مع اتهامات مباشرة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لروسيا بتنفيذ موجة تصعيد عسكري شاملة خلال فترة عيد القيامة، إذ أشار في بيان رسمي إلى أن القوات الروسية شنت ما لا يقل عن 46 هجومًا على مختلف الجبهات خلال الساعات الماضية، رغم الإعلان السابق عن وقف إطلاق النار المؤقت.

وأوضح زيلينسكي أن الجيش الروسي استخدم أسلحة ثقيلة ونفذ أكثر من 900 عملية قصف، من بينها هجمات بطائرات مسيرة بلغ عددها أكثر من 400 طائرة، مؤكدًا أن هذه العمليات استهدفت مواقع مدنية وعسكرية دون تمييز.

السلطات الأوكرانية وصفت الموقف الروسي بأنه دليل واضح على عدم احترام موسكو لأي مبادرات إنسانية، مشيرة إلى أن استمرار القصف خلال أوقات الأعياد يعكس موقفًا عدائيًا متصاعدًا، ويعزز مناخ عدم الثقة تجاه أي مفاوضات مستقبلية.

في المقابل، لم تُصدر وزارة الدفاع الروسية تعليقًا مباشرًا على هذه الاتهامات، بينما اكتفى الكرملين بالإشارة إلى أن الميدان العسكري يخضع لتقدير القيادة العملياتية وأن الكرملين لا يتدخل في تفاصيل التحركات العسكرية الميدانية.

الموقف الروسي جاء مخالفًا لتوقعات عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين الذين رجحوا، خلال اليومين الماضيين، إمكانية تمديد وقف إطلاق النار خلال العيد، كخطوة إنسانية تتيح إجلاء الجرحى وتقديم المساعدات للمناطق المتضررة، إلا أن التصريحات الرسمية الصادرة عن موسكو اليوم قضت على هذه التقديرات، وأعادت التأكيد على أن الوضع الميداني في أوكرانيا ما زال مرهونًا بتقديرات عسكرية لا تتأثر بالتواقيت الرمزية أو الدعوات الدبلوماسية.

من جهة أخرى، واصل زيلينسكي إطلاق نداءات للمجتمع الدولي من أجل الضغط على موسكو لوقف الهجمات، مؤكدًا أن استمرار التصعيد الروسي يضعف من فرص العودة إلى طاولة المفاوضات ويزيد من معاناة المدنيين في مناطق الاشتباك، خصوصًا في الشرق الأوكراني، وأشار إلى أن كييف تواصل التزامها بالحل السياسي لكنها سترد عسكريًا على أي انتهاكات أمنية تهدد وحدة البلاد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى