أمين الفتوى يوضح حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

كتب – سيد كريم
أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم أمر لا يتعارض مع مبادئ الإسلام، بل على العكس، يعكس ذلك سلوكًا إيجابيًا يعزز من روح التعايش والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.
القضاء يُلزم حسن شاكوش بدفع 950 ألف جنيه لطليقته في حكم نهائي
وأضاف أن المصريين – مسلمين ومسيحيين – يشكلون نسيجًا واحدًا في وطن واحد، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الطرفين تاريخيًا كانت دائمًا قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل.
وأوضح أمين الفتوى، في حواره مع الإعلامي مهند السادات ببرنامج “فتاوى الناس”، المذاع على قناة الناس، أن من الطبيعي أن يفرح المسلم لفرح المسيحي ويحزن لحزنه، مشيرًا إلى أن هذه المشاعر كانت دائمًا متبادلة بين المسلمين والمسيحيين، خاصة في المناسبات الدينية.
كما أشار إلى أن المسلمين كانوا يشاهدون في شهر رمضان، على سبيل المثال، مسيحيين يشاركونهم في أفراحهم وتهنئتهم بعيدهم، وكانوا يبادلونهم التهنئة دون أدنى مشكلة أو جدل.
وأضاف فخر أن رد التحية بالمثل، بل وأفضل منها، هو ما دعانا إليه الإسلام، مستشهدًا بالآية الكريمة: “وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا”، مؤكدًا أنه إذا قال لي أخي المسيحي “كل سنة وأنت طيب”، فإنه من الواجب عليّ أن أرد عليه بمثل هذه التهنئة أو أفضل منها، وذلك لا يتنافى مع شرع الله.
كما اعتبر أمين الفتوى أن الجدل السنوي الذي يثار حول هذا الموضوع هو أمر دخيل على المجتمع المصري، وأوضح أن هذه المسألة لم تكن تثير أي خلاف في السابق، وأن طرح هذا السؤال من بعض الأفراد اليوم يعتبر من الأفكار الوافدة التي لا تعكس أصالة العلاقات بين أبناء الشعب المصري، وقال إن هذا الجدل يشير إلى أفكار غريبة عن المجتمع المصري، الذي لطالما عاش المسلمون والمسيحيون فيه معًا بسلام وتعاون.
وأشار فخر إلى أن هذا التعايش بين أبناء الوطن كان موجودًا منذ ثورة 1919، عندما خرج المسلمون والمسيحيون معًا ضد الاحتلال الأجنبي تحت راية الهلال والصليب، وتساءل: “لماذا ننساق وراء أفكار غريبة لا تعبر عن واقعنا؟”، مؤكداً أن هذه العلاقة هي جزء من تاريخنا المشترك.
واستشهد أمين الفتوى بسيرة النبي محمد ﷺ، الذي عاش مع اليهود في المدينة واحتفظ بعلاقات تجارية معهم، حتى أن درعه كان مرهونًا عند يهودية حين توفي، موضحًا أن هذه الوقائع تدل على قبول الإسلام للتعايش مع الآخرين دون أي تحفّظ.
وفي ختام حديثه، أكد فخر أن الإسلام يدعو إلى تعزيز قيم المحبة والتعايش، وهو ما يتفق مع طبيعة المجتمع المصري الذي عاش قرونًا في وحدة وطنية لا تفرّق بين أبناءه.