البابا القادم “أسود” أو قصير القامة؟.. منصّة مراهنات تفتح باب التكهّنات

مصادر – بيان
في الوقت الذي يترقّب فيه العالم الكاثوليكي تطورات الحالة الصحية للبابا فرنسيس، تفتح منصة Polymarket الشهيرة باب التكهّنات بأسئلة تثير الجدل وتكسر الأعراف التقليدية، أبرزها:
“هل سيكون البابا القادم من أصول إفريقية؟” و**”هل سيكون قصير القامة؟”**
هاتان المراهنَتان، رغم اختلاف طبيعتهما، تكشفان عن التحوّلات الكبيرة التي تشهدها الثقافة الرقمية وتفاعلها مع الرموز الدينية الكبرى، وفي مقدمتها منصب البابا، رأس الكنيسة الكاثوليكية الذي يتجاوز تأثيره النطاق الديني ليطال السياسة والثقافة العالمية.
البابا الأسود: نقاش قديم يعود من بوابة السوق
السؤال حول كون البابا القادم “أسود البشرة” ليس جديدًا تمامًا، بل يُعيد طرح نقاش قديم حول التنوع العرقي داخل الكنيسة الكاثوليكية، وضرورة تمثيل الشعوب الإفريقية التي تشهد نموًا في أعداد الكاثوليك. ويأتي ذلك في وقت برز فيه عدد من الكرادلة الأفارقة كشخصيات مرشّحة بارزة لخلافة البابا فرنسيس، ما أعطى مصداقية نسبية لهذا الاحتمال.
البابا القصير: سخرية رقمية أم قراءة جديدة للرموز؟
أما السؤال الثاني، والذي طُرح بصيغة: “هل سيكون البابا القادم مانليت؟” (manlet، وهو تعبير إنجليزي ساخر يُطلق على الرجال قصيري القامة)، فقد أثار موجة من الجدل في الأوساط الرقمية، بين من اعتبره استهزاءً بمقام البابوية، ومن رآه انعكاسًا للثقافة الشعبية الساخرة التي باتت تؤثر في جميع القضايا، حتى أكثرها قدسية.
ورغم السخرية الظاهرة، فإن هذا السؤال يعكس الطريقة التي باتت تُقارب بها الشخصيات العامة في زمن الإنترنت، حيث تغدو الصفات الجسدية موضوعًا للنقاش لا يقل حضورًا عن القيم الفكرية والروحية.
بين التسلية والتأثير الحقيقي
تثير هذه المراهنات تساؤلات أوسع حول مدى تأثير المنصات الرقمية في إعادة صياغة صورة القيادة الدينية أمام الرأي العام، وكيفية تعامل المؤسسات التقليدية، مثل الفاتيكان، مع هذا النوع من “الزخم الشعبي” الجديد الذي لا يخلو من الجدية، رغم عباءة التسلية أو السخرية التي يرتديها.
وفي ظل تزايد التوقعات بقرب عقد مجمع بابوي لاختيار خليفة للبابا فرنسيس، تتجه الأنظار إلى الكرادلة المحتملين، فيما تواصل بوليماركت جذب الانتباه بأسئلتها الجريئة، وربما المستفزة، في عالم تتداخل فيه الدين بالسياسة، والثقافة بالترفيه، والمقدس بالسوق.