تقرير إسرائيلي: 313 غارة جوية على لبنان خلال 20 يومًا.. رغم سريان وقف إطلاق النار

كتب: أشرف التهامي

كشف تقرير صادر عن مركز “ألما” البحثي الإسرائيلي، المعروف بصلاته الوثيقة بالمؤسسة الأمنية، أن إسرائيل نفذت 313 غارة جوية على الأراضي اللبنانية خلال فترة زمنية لا تتجاوز 20 يومًا، وذلك بين 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 – وهو تاريخ بدء سريان وقف إطلاق النار – وحتى 18 أبريل/نيسان 2025.

وبحسب التقرير، فإن أكثر المناطق استهدافًا كانت ما تُعرف بـ”المنطقة 1701″، الواقعة جنوب نهر الليطاني، والتي تشمل مواقع تابعة لوحدتي “ناصر” و”عزيز” التابعتين لحزب الله، حيث استحوذت على نحو 46% من إجمالي الغارات. بينما نالت منطقة البقاع 16.3% من الهجمات، وسُجلت 37.1% شمال الليطاني ضمن نطاق وحدة “بدر”، في حين لم تتجاوز نسبة الاستهداف في بيروت 0.6%.

تحوّل في طبيعة الاستهداف

ويشير التحليل العام إلى أن أكثر من نصف الغارات الجوية (نحو 53.4%) نُفذت في مناطق تقع شمال نهر الليطاني وفي البقاع، ما يعكس تحوّلًا في طبيعة الاستهداف بعيدًا عن المناطق الحدودية الجنوبية فقط.

ويؤكد التقرير أن هذه العمليات الجوية لا تشمل القصف المدفعي، ويزعم أن الغارات تأتي ردًا على ما تعتبره إسرائيل انتهاكات من قبل حزب الله لبنود وقف إطلاق النار، خصوصًا في حال تقاعس الجيش اللبناني عن التعامل مع تلك الانتهاكات خلال فترة زمنية تصفها إسرائيل بأنها “غير مقبولة”.

ويُضيف التقرير أن إسرائيل تلجأ إلى شن الغارات عندما تكتشف نشاطًا “إرهابيًا” يُشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. وسبق للمركز أن أوصى قبل سريان وقف إطلاق النار، بعدم السماح بأي وجود عسكري لحزب الله جنوب الليطاني، أو تمكينه من إعادة تسليح نفسه أو تعزيز قدراته العسكرية تحت أي ظرف.

إسرائيل تواصل غاراتها: حزب الله يُعيد تنظيم صفوفه  

تشير البيانات إلى أن حزب الله لا يزال نشطًا بشكل ملحوظ في “المنطقة 1701” جنوب نهر الليطاني، في خرق واضح لبنود وقف إطلاق النار، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف عملياته الجوية ضد ما يعتبره تهديدات أمنية متزايدة في المنطقة.

ووفقًا للتقرير، تتركز الغارات الإسرائيلية شمال نهر الليطاني على تعطيل عمليات إعادة بناء البنية التحتية، ومنع نقل وتخزين الأسلحة، إضافة إلى إعاقة إعادة تمركز عناصر حزب الله.

أما في منطقة البقاع، فالغارات تستهدف بشكل أساسي محاولات حزب الله تهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية–السورية، إلى جانب سعيه لإعادة بناء منشآت إنتاج السلاح. وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على القيادة السورية، يواصل الحزب جهوده لتأمين شحنات أسلحة كانت قد تعطلت في مراحل سابقة، تعود إلى ما قبل انهيار نظام الأسد.

ويُبرز التقرير أن حزب الله ما زال يُنفذ أنشطة متقدمة تشمل إعادة هيكلة قواته، ترميم بناه التحتية، وتعزيز قدراته العسكرية، فضلًا عن تجديد جاهزيته لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وخلال الأسبوع الماضي فقط، وتحديدًا اعتبارًا من 15 أبريل/نيسان، قُتل تسعة من عناصر الحزب في غارات إسرائيلية، شملوا عناصر من الوحدات الجغرافية، ووحدة “الرضوان”، وقسم العمليات الخاصة، والبنى التحتية للاتصالات والهندسة، بالإضافة إلى عناصر من “الوحدة 4400” المعنية بالتمويل واللوجستيات.

زيادة حادة في عدد الغارات الإسرائيلية

منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، سُجِّلت عدة حالات شهدت زيادة حادة في عدد الغارات الإسرائيلية (انظر الرسم البياني المرفق أدناه(.
1 -٢ ديسمبر ٢٠٢٤: ردًا على إطلاق قذيفتي هاون من جنوب لبنان باتجاه جبل دوف (٢٦ غارة جوية).
2- 23 فبراير ٢٠٢٥: أثناء تشييع جثماني نصر الله وصفي الدين (١٧ غارة جوية(.
3 -١٦-١٧ مارس ٢٠٢٥: ردًا على إطلاق نيران أسلحة خفيفة من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة أفيفيم (٩ غارات جوية(.
4 -٢٢ مارس ٢٠٢٥: ردًا على إطلاق ستة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المطلة (١٦ غارة جوية(.
5 -٢٨ مارس ٢٠٢٥: ردًا على إطلاق صاروخين من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة (١٢ غارة جوية(.
6 -تجدر الإشارة إلى أنه خلال الأسبوعين ٦-١٢ فبراير و٦-١٢ مارس، سُجل عدد كبير من الغارات الجوية، على الرغم من أنها كانت موزعة على مدار الأسبوع ولم تركز على يوم واحد. وربما كان تصعيد الغارات الجوية الإسرائيلية خلال هذه الأسابيع رداً على تصاعد انتهاكات حزب الله في منطقة جنوب لبنان.

 ردًا على صواريخ حزب الله

سجّل شهرا ديسمبر/كانون الأول 2024 ومارس/آذار 2025 أعلى وتيرة للغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان، وفقًا للبيانات الواردة في التقرير (انظر الرسم البياني المرفق). فقد نُفذت 84 غارة خلال ديسمبر، ما يشكل 27% من إجمالي الغارات، تلاه شهر مارس بـ80 غارة، بنسبة 25.6%.

ويعزو التقرير هذا التصعيد الكبير في تلك الفترة إلى ردود فعل إسرائيلية مباشرة على عمليات إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه الداخل الإسرائيلي.

وتستند المعلومات الواردة في التقرير إلى رصد وتحليل مستقلين لمصادر مفتوحة، وقد جرت مطابقة البيانات، حيثما أمكن، مع التصريحات الرسمية الصادرة عن المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، إلى جانب الاستناد إلى قاعدة بيانات الغارات والانتهاكات على الأراضي اللبنانية، التابعة لمعهد دراسات الأمن القومي.

………………………………………………………………………………..

المصدر/ https://israel-alma.org/data-analysis-israeli-airstrikes-in-lebanon-november-27-2024-april-18-2025/

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى