وفاة البابا فرنسيس تعيد نبوءة النهاية للواجهة

وكالات

أثارت وفاة البابا فرنسيس جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والثقافية، بعدما تداول البعض من جديد ما يُعرف بـ”نبوءة القديس ملاخي”، التي ربطها كثيرون بتاريخ نهاية العالم، واعتبرها آخرون مجرد أسطورة لا تستند إلى حقائق تاريخية أو دينية معتمدة.

الفاتيكان يعلن الحداد 9 أيام على البابا فرنسيس

شهدت ردود الفعل العالمية موجة من الحزن والأسى بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس، الذي حظي باحترام ملايين الكاثوليك حول العالم، بفضل مواقفه المنحازة للفقراء وجهوده في إصلاح الكنيسة من الداخل، وجرأته في التعامل مع القضايا الشائكة، إلا أن وفاته لم تمر دون أن تثير المخاوف والتكهنات حول علاقتها المحتملة بنهاية الزمان، كما ورد في نبوءة قديمة تعود إلى القرن الثاني عشر، نسبت إلى رئيس الأساقفة الأيرلندي ملاخي، الذي تنبأ، بحسب ما ورد، بسلسلة من الباباوات تنتهي بالبابا رقم 112 الملقب بـ”بطرس الروماني”، الذي سيقود الكنيسة خلال محن عظيمة قبل دمار روما.

أعادت وفاة البابا فرنسيس تساؤلات كثيرة حول هوية هذا البابا الأخير، خاصة أن البعض يرون في فرنسيس تمثيلاً فعلياً للشخصية المتنبأ بها، مستندين إلى تفاصيل عديدة مثل أصوله الإيطالية، واختياره لاسم مستوحى من القديس فرنسيس الأسيزي، الذي كان والده يُدعى “بطرس”، كما أن المحن التي واجهها فرنسيس خلال بابويته، من فضائح الاعتداءات الجنسية إلى تفشي الجائحة، اعتُبرت دليلاً على صواب تلك النبوءة من وجهة نظر المؤمنين بها.

ولد ملاخي عام 1094، وعُرف بزهده ومكانته العالية في الكنيسة الأيرلندية، وقد نُسبت إليه رؤيا ظهر فيها تسلسل من الباباوات المستقبليين، وُصف كل منهم بعبارة لاتينية قصيرة، وانتهت القائمة بشخص يُدعى “بطرس الروماني”، لم تُنشر النبوءة إلا في عام 1595، عبر كتاب حمل عنوان “شجرة الحياة” كتبه الراهب أرنولد ويون، ومنذ ذلك الحين، أصبحت محل جدل دائم بين الباحثين في الدين والتاريخ.

ورغم أن بعض أوصاف الباباوات في تلك النبوءة تتطابق بشكل جزئي مع واقع الشخصيات البابوية، فإن دقتها تراجعت بعد القرن السادس عشر، وواجهت اتهامات بالتزوير والتضليل، نظراً لما شابها من إدراج شخصيات وهمية وشعارات مبهمة، إلا أن استمرار الاهتمام بها يعكس رغبة بشرية في تفسير التغيرات الكبرى وربطها بسياقات دينية أو رمزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى