عبد الغنى: رسائل مصر في ذكرى تحرير سيناء | شاهد

كتبت: هدى الفقى

في مناسبة مرور 43 عامًا على استرداد كامل أرض سيناء، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة تاريخية جدد فيها العهد مع المصريين على صون أرض الوطن، مؤكداً أن الدفاع عن سيناء هو “عقيدة راسخة في وجدان المصريين”.

وفي تعليقه على كلمة الرئيس، أوضح الكاتب الصحفي عاطف عبدالغني أن مصر خاضت حربًا ودبلوماسية لاسترداد سيناء بالكامل، بما في ذلك معركة استعادة طابا عبر التحكيم الدولي، مشدداً على أن “مصر لم تتنازل عن شبر واحد من أرضها، لأنها تعتبر أن كل ذرة من تراب سيناء جزء من كرامتها الوطنية”.

وأكد عبدالغني خلال استضافته فى برنامج “مباشر من مصر” المقدم على الفضائية المصرية حلقة الاثنين 25 من إبريل الجارى أن كلمة الرئيس حملت رسائل صريحة تتناسب مع الظروف الإقليمية الراهنة، خاصةً مع وجود محاولات خارجية لإعادة رسم خرائط المنطقة، أو السعي لتصفية القضية الفلسطينية عبر سيناريوهات قد تمس أمن سيناء.

وأوضح أن الرئيس شدد في كلمته على أن الدفاع عن كل شبر من الأرض “عهد لا رجعة فيه”، في مواجهة أي أطماع أو تهديدات.

وأشار عبدالغني إلى أن الرسائل لم تكن موجهة فقط للداخل المصري لتعزيز الوحدة الوطنية، بل امتدت إلى الخارج أيضًا، حيث وجه الرئيس رسائل للمجتمع الدولي بضرورة دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة باعتبارها “الطريق الوحيد لتحقيق سلام حقيقي ودائم”، مؤكدًا أن أي حلول مخالفة لذلك لن تؤدي إلا إلى استمرار التوتر في الإقليم.

كما توقف عبدالغني عند التحية التي وجهها الرئيس إلى شهداء مصر الذين ضحوا من أجل استعادة سيناء، وكذلك الرسالة الخاصة التي بعثت بها السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس، تقديراً لتضحيات الجنود والشعب المصري الذي وصفه بـ”الشعب الذي لا يعرف المستحيل”.

تنمية سيناء

وفي سياق متصل، تناول عبدالغني جهود الدولة المكثفة لتنمية سيناء خلال السنوات الأخيرة، موضحاً أن مصر استثمرت ما يقارب ترليون جنيه في مشروعات البنية التحتية، من أنفاق وكباري ومدن جديدة، مؤكداً أن “التنمية الشاملة لسيناء هي صمام الأمان لحمايتها، وليست مجرد مشاريع شكلية”.

وأكد الكاتب الصحفى على أن مصر اليوم، في ظل التهديدات القائمة، تحرص على إرسال رسالة واضحة بأن أمن سيناء هو خط أحمر، وأن أي محاولات للمساس به ستُقابل برد قوي يعكس عقيدة المصريين الراسخة بالدفاع عن وطنهم حتى آخر رمق.

محاصرة الفلسطنيين

وفى سياق أخر أكد الكاتب الصحفي الأستاذ عاطف عبدالغني أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أعلنت اليوم الجمعة أن نحو نصف مليون شخص نزحوا مجددًا داخل قطاع غزة خلال الشهر الأخير، نتيجة الأوامر المتعددة بالإخلاء الصادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن عمليات النزوح الأخيرة حاصرت الفلسطينيين في أقل من ثلث مساحة غزة الأصلية، مضيفًا أن هذه المناطق المتبقية “مجزأة، وغير آمنة، وتكاد تكون غير صالحة للحياة”.

وأشار عبدالغني إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحصر الغزيين في بقعة جغرافية ضيقة للغاية، موضحًا أن إسرائيل منعت الأونروا من أداء عملها الإنساني في غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية، رغم تحذيرات الوكالة الأممية من كارثة إنسانية قائمة على جميع المستويات.
وشدد على أن الاحتلال يشن “عدوانًا غاشمًا” عسكريًا مستمرًا ضد القطاع، بالإضافة إلى “حرب تجويع” و”حرمان من أبسط الحقوق الإنسانية”، في الصحة والعلاج والغذاء، معتبرًا أن إسرائيل حولت قطاع غزة إلى “أرض محروقة غير صالحة للسكن”.

وفي هذا السياق، أكد عبدالغني أن ما يجري يمثل تهجيرًا قسريًا وطوعيًا معًا، إذ يُجبر الفلسطينيون على مغادرة مناطقهم تحت الضغط والقصف المستمر، مع الإيهام بأن القرار اختياري.

وأضاف أن إسرائيل تسعى لدفع الغزيين نحو الحدود مع مصر أو الأردن، كما تمارس ضغوطًا مشابهة في الضفة الغربية لتهجير الفلسطينيين منها، بهدف تصفية الوجود الفلسطيني وحصر الكيان الصهيوني في “دولة يهودية” خالصة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

سوريا: دعم دولي للتعافي وإعادة الإعمار

وفي الشأن السوري، أشار الكاتب الصحفى إلى أن صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي أكدا خلال مائدة مستديرة رفيعة المستوى عقدت على هامش اجتماعات الربيع الماضية، دعمهما لجهود تعافي وتنمية سوريا.
وأوضح أن هذه الاجتماعات، التي شهدت حضور ممثلين عن الحكومة السورية وشركاء تنمويين واقتصاديين، تأتي ضمن تحركات مستمرة لدعم استقرار سوريا، بعد سنوات طويلة من الحرب التي خلفت ملايين النازحين واللاجئين، ودمارًا هائلًا للبنية التحتية.
وأعرب عبدالغني عن أمله في أن ينجح النظام السوري الحالي في إثبات جديته بالتواصل مع العالم، ومد يد السلام، بما يساعد على إعادة إعمار البلاد وعودة الاستقرار.

مأساة السودان

أما عن السودان، فقد أكد عبدالغني أن وكالات الأمم المتحدة وشركاءها ناشدوا بزيادة التمويل بشكل عاجل، لتفادي المزيد من الكوارث الإنسانية، خصوصًا بعد مقتل المئات في مخيمات النازحين غربي البلاد.
وأشار إلى أن السودان يشهد “حرب إبادة” حقيقية، ترتكبها ميليشيات مارقة خارجة عن سلطة الدولة، وتمارس أعمال عنف وقتل واغتصاب على الهوية، ما يتطلب تحركًا دوليًا سريعًا لمواجهة هذه الجرائم.
ونوّه عبدالغني إلى أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتابع تطورات الوضع السوداني عن كثب، محذرًا من خطورة استمرار الأزمة على أمن السودان والمنطقة برمتها.

شاهد:

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى