الإفتاء تحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم

كتب – وليد علي

حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل القائم بشأن سفر المرأة لأداء مناسك الحج دون محرم، مؤكدة أن المسألة كانت محط خلاف طويل بين الفقهاء.

الإفتاء تستطلع هلال شهر ذو القعدة في هذا الموعد

وأوضحت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى في دار الإفتاء، أن هذا الخلاف يعود أساسًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم”، وهو الحديث الذي شكل أساس النقاش بين العلماء.

وأكدت السعيد في تصريحاتها خلال برنامج “حواء” المذاع على قناة الناس، أن التفسير الشرعي لهذه المسألة يعتمد على التمييز بين نوعين من الأحكام؛ الأحكام الشرعية ذات العلل المعقولة والأحكام التعبدية.

وأضافت أن الأحكام التي تحتوي على علل معقولة تكون مشروعة بناءً على هذه العلة، في حين أن الأحكام التعبدية يجب تنفيذها دون النظر إلى سببها أو علّتها.

وأشارت إلى أن وجود المحرم مع المرأة في السفر كان يهدف إلى صيانتها وحمايتها، حيث كانت وسائل السفر قديمًا محفوفة بالمخاطر، وبينت أن وسائل النقل في الماضي كانت تعتمد على الدواب، ما كان يتطلب وجود شخص آخر لمساعدة المرأة في حال تعرضها لأي طارئ، وبالتالي كان لا يجوز لامرأة السفر دون محرم لحمايتها.

وتابعت السعيد أن الوضع اليوم اختلف بشكل كبير؛ حيث أصبحت وسائل النقل أكثر أمانًا، والطرق ممهدة، والتواصل أسهل، وأوضحت أن الفقهاء المعاصرين يرون أن المرأة يمكنها السفر دون محرم إذا كانت في رفقة آمنة أو إذا كانت قادرة على تأمين نفسها أثناء السفر.

وأكدت أيضًا أن الفقهاء في العصور القديمة كانوا يرون أنه إذا كانت المرأة مع مجموعة من النساء الثقات، فإنها تُعتبر في رفقة آمنة، وبالتالي يجوز لها السفر دون محرم.

أضافت الدكتورة زينب السعيد أنه في حال كانت المرأة مسنّة، فإن الفتاوى القديمة كانت تشير إلى جواز سفرها بدون محرم بشرط أن تكون قادرة على تأمين نفسها من المخاطر المحتملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى