انقطاع شامل للكهرباء يربك المغرب وإسبانيا والبرتغال ويعيدها إلى “عصر الظلام” | صور

رسالة أوروبا من: إكرامى هاشم
أدى انقطاع التيار الكهربائي الشامل إلى حرمان آلاف المستخدمين في إسبانيا والبرتغال والمغرب (شبه الجزيرة الأيبرية) من الكهرباء والإنترنت، فيما يعود النظام للعمل في بعض مناطق إسبانيا، بحسب شبكة الكهرباء الإسبانية، لكن لا يزال من غير المعروف متى ستعود الأمور فى كامل البلاد إلى طبيعتها.
وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى التأثير على الاتصالات والمطارات وشبكات النقل عالية السرعة في كل من إسبانيا والبرتغال، حيث تم إيقاف القطارات وإيقاف الطائرات، وتعرضت أيضًا إشارات المرور ومراكز التسوق للإظلام التام .
وفي الغاصمة الإسبانية مدريد، انقطعت خدمة المترو وخرجت شبكة سيركانياس في العاصمة الإسبانية عن الخدمة، وحدث ذعر في مترو مدريد وبرشلونة وتدخل العشرات من رجال الإطفاء لإنقاذ الأشخاص المحاصرين في المصاعد.
مترو الأنفاق خارج الخدمة في فالنسيا أيضًا. في الساعة الثامنة مساء، أعلنت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الإسبانية Ree على تطبيق X أن إمدادات الكهرباء عادت إلى 20% من البر الرئيسي لإسبانيا.
وأثر انقطاع الكهرباء أيضا على مناطق فرنسا القريبة من الحدود الإسبانية، لكن الاضطراب في المنطقة لم يستمر سوى بضع دقائق
عمدة مدريد يطلب من المواطنين العودة إلى منازلهم
وطلب عمدة مدريد خوسيه لويس مارتينيز ألميدا من جميع سكان مدريد العودة إلى منازلهم “في أقرب وقت ممكن” لأن إمدادات الكهرباء للإضاءة العامة غير مضمونة بعد الانقطاع الذي ضرب البلاد.
وجاء فى تقرير لصحيفة “إل باييس”: هذه رسالة إلى جميع سكان مدريد المتواجدين في الشوارع: عودوا إلى منازلكم في أسرع وقت ممكن مع اتخاذ جميع الاحتياطات. إمدادات الكهرباء للإنارة العامة في معظم أنحاء مدريد غير مضمونة، كما قال في رسالة.
حالة طوارئ
وأعلن وزير الداخلية الإسباني حالة الطوارئ الوطنية ونشر 30 ألف ضابط شرطة لتعزيز الأمن في البلاد بعد انقطاع التيار الكهربائي.
وقال شهود عيان لرويترز إن الكهرباء عادت إلى عدة مناطق بوسط مدريد، كما ألغت شركة الخطوط الجوية الأيبيرية 23 رحلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي
بسبب انقطاع التيار الكهربائي في شبه الجزيرة الأيبيرية، اضطرت شركة الخطوط الجوية الأيبيرية إلى إلغاء 23 رحلة، جميعها قصيرة ومتوسطة المدى، من إجمالي 247 رحلة مجدولة.
البرتغال: عودة الكهرباء إلى 300 ألف مستخدم
ةفى البرتغال عاد التيار الكهربائي إلى نحو 300 ألف من أصل مليوني مستخدم، وذلك بعد انقطاع الكهرباء الذي ضرب شبه الجزيرة الأيبيرية، هذا ما أعلنته شركة رين، الشركة التي تدير الكهرباء والغاز الطبيعي في الأراضي البرتغالية.
وفي حديثه للصحافة، قال مدير رين: وأوضح جواو فاريا كونسيساو أن الأولوية هي استئناف الإمدادات للخدمات ذات الأولوية، مثل المستشفيات.
انقطاع الاتصال بالإنترنت
وشهدت المملكة المغربية منذ صباح اليوم اضطرابات وانقطاعات واسعة في خدمة الإنترنت، حيث سجل المستخدمون بطئًا شديدًا وفقدانًا متكرراً للاتصال عبر جميع شركات الاتصالات، دون استثناء.
وأكدت شركة “أورانج المغرب” عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الخلل مرتبط بانقطاع واسع للتيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال، وهو ما أثر على كابلات الإنترنت البحرية الدولية التي تمر عبر البلدين. وقالت الشركة: “نعلمكم أن مشاكل الإنترنت ناتجة عن انقطاع كبير للتيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال مما يؤثر على الاتصالات الدولية.”
السيناريوهات المحتملة
في الوقت نفسه، لم يستبعد خبراء الأمن السيبراني في المغرب أن يكون الهجوم الإلكتروني أحد السيناريوهات المحتملة وراء هذا الخلل، خصوصًا مع حساسية الشبكات العابرة للحدود الأوروبية.
وفي إسبانيا، تسبب انقطاع التيار الكهربائي في حالة من الفوضى في محطات القطارات. ففي محطة سورولا بمدينة فالنسيا، تقطعت السبل بمئات الركاب الذين جلسوا أرضًا وسط مشاعر الغضب والارتباك، دون توافر أي معلومات رسمية.
أحد المسافرين المسنين قال: “ننتظر منذ ثلاث ساعات دون أي توضيح… لا نعرف ماذا نفعل.”، بينما عبّر زوجان شابان كانا متجهين إلى أليكانتي عن أملهما في عدم تأثر رحلتهما القادمة إلى كارديف بالمشكلة.
توقفت إشارات المرور في شوارع فالنسيا تقريبًا، وأصبحت حركة السيارات بطيئة للغاية، وسط ضعف في خدمات الهاتف المحمول. فيما اكتفت لوحات المعلومات في محطات القطار برسالة قصيرة: “تم تعليق المغادرة والوصول بسبب عطل عام.”
3 فرضيات
وحول الأسباب، تتداول ثلاث فرضيات رئيسية: هجوم إلكتروني، عطل فني واسع النطاق، أو ظاهرة جوية نادرة.
وأشارت شركة الطاقة البرتغالية “رين” إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معتاد داخل إسبانيا تسبب في “تذبذبات غير طبيعية” في خطوط الكهرباء عالية الجهد، مما أدى إلى فقدان التزامن في الشبكة الكهربائية الأوروبية المترابطة.
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أكد أن التحقيقات مستمرة ولا يستبعد أي احتمال. في المقابل، طمأنت شركة “تيرنا” الإيطالية مواطنيها بأن شبكة الكهرباء في إيطاليا تعمل حاليًا بشكل طبيعي ولا تواجه مشاكل حرجة.