منتهى السخرية: حقيقة جيش رامى مخلوف ابن خال بشار الأسد

 مصادر – بيان

في إعلان مثير للجدل، كشف رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال الرئيس المخلوع بشار الأسد، عن تشكيل قوة مسلحة جديدة أطلق عليها اسم “قوات النخبة”، مدعيًا أن قوامها يصل إلى 150 ألف مقاتل، مع قوة احتياطية مماثلة، بالإضافة إلى لجان شعبية تقدر بنحو مليون شخص.

ورغم ضخامة الأرقام التي تحدث عنها مخلوف، أثار الإعلان شكوكاً كبيرة حول جديته، لا سيما من الناحية اللوجستية والقدرة الفعلية على حشد هذا الكم من المقاتلين، في ظل غياب أي مؤشرات واقعية على وجود كيان عسكري مرتبط به بهذا الحجم. واعتبر مراقبون أن ما جاء في بيان مخلوف أقرب إلى استعراض إعلامي يهدف إلى ممارسة ضغوط سياسية أكثر من كونه إعلانًا عن قوة حقيقية على الأرض.

موجة سخرية

وتخيل بعض السوريين جيش رامي مخلوف: حفنة من الأشخاص لا يملكون سوى أدوات زراعية ومعدات بناء، من المفترض أن تكون أسلحتهم لمواجهة “العدو”.

وسرعان ما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة مأخوذة من مسلسلات كوميدية، تُظهر مشاهد لمقاتلين على متن جرارات زراعية، لتبدو أكثر مصداقية من مشهد الجيش الذي وعد به مخلوف نفسه.

رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، كان قد أعلن سابقاً عن تشكيل “قوات النخبة” التي قال إن قوامها 150 ألف مقاتل لحماية الساحل السوري. إلا أن هذا الإعلان، بدلاً من أن يثير الرعب أو الإعجاب، قوبل بجدل واسع وسخرية جارفة، إذ وصف كثيرون المشروع بأنه مجرد “جيش من ورق”.

التساؤلات لم تتوقف حول مصداقية هذه القوات وحقيقة وجودها، خصوصًا في ظل الواقع العسكري والسياسي المتدهور.

ردود الفعل كانت قاسية، إذ أعلنت شخصيات من الطائفة العلوية رفضها لما أعلنه مخلوف، مؤكدين أن تصرفاته لا تمثلهم. حتى أقاربه أصدروا بياناً ينفون فيه أي صلة لهم بما جاء على لسانه.

وبينما بدا تصريح مخلوف وكأنه محاولة يائسة لاستعادة نفوذ فقده، لم يكن الإعلان عن هذا الجيش سوى وهم سرعان ما تبخر تحت وطأة موجة من السخرية الشعبية الواسعة.

إثارة المشاعر

ويحاول مخلوف، الذي يملك تاريخاً من النفوذ المالي والاجتماعي خصوصاً في الساحل السوري، توظيف الخطاب العاطفي بالحديث عن “المجازر” و”حق الدفاع عن النفس”، مستهدفًا استثارة مشاعر سكان تلك المناطق.

وعلى صعيد الرسائل السياسية، حمّل مخلوف في خطابه بشار الأسد مسؤولية مباشرة عن “تدهور سوريا وسقوطها”، وطرح نفسه كبديل وطني يدعو إلى المصالحة والتنمية. كما أعلن استعداده لوضع إمكانياته تحت إشراف روسي مباشر، ملمحًا في الوقت نفسه إلى استعداده للتواصل مع حكومة دمشق “إذا كان الهدف حماية الإقليم الساحلي وضمان الأمن”، في خطاب جمع بين المواجهة والانفتاح.

الأسد المزيف

جدير بالذكر أن مخلوف وصف الأسد بـ”الأسد المزيف”، واتهمه وعائلته بإقصاء “رجال الحق”، في إشارة إلى شخصيات عسكرية مثل سهيل الحسن (المعروف بـ”النمر”)، مكرراً اتهاماته القديمة حول استبعاده من المشهد السياسي ومصادرة ممتلكاته.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى