حرائق غابات القدس مازالت مشتعلة: اتهامات بالإشعال المتعمد وإسرائيل تستجير بأوروبا

مصادر – بيان
لليوم الثانى على التوالى (منذ أكثر من 24 ساعة) تشهد مناطق محيط مدينة القدس حرائق غابات ضخمة، وصفت بأنها من أخطر الكوارث البيئية التي ضربت المنطقة في السنوات الأخيرة. وأعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ بعد اتساع رقعة النيران التي امتدت إلى جبال القدس ومنطقة اللطرون، ما أجبر آلاف السكان على إخلاء تسع مستوطنات على الأقل.
السلطات الأمنية، ممثلة في الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بدأت تحقيقات موسعة في ظل شبهات قوية بأن الحرائق مفتعلة. وقد تم اعتقال شخص واحد على الأقل من قرية عين طوبا جنوبي القدس، ظهرت له لقطات فيديو يُعتقد أنه كان يشعل النيران عمدًا، بحسب رواية الشرطة.
من جانبه، صرّح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن “الحرائق قد تكون ناتجة عن عمل إجرامي”، بينما أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى اعتقال 18 شخصًا، وهو رقم نفته الشرطة رسميًا، مؤكدة أن العدد المؤكد حتى الآن هو معتقل واحد فقط.
وأفاد بشار صغير، مراسل “سكاي نيوز عربية” من القدس، بأن الحرائق طالت مناطق واسعة من الغابات والحدائق الجبلية، مضيفًا أن الوضع لا يزال خطيرًا، خاصة مع وجود جمر مشتعل تحت الرماد، قد يعيد إشعال النيران بفعل الرياح القوية.
وذكر أن إسرائيل تلقت دعمًا خارجيًا، حيث وصلت أولى المروحيات من قبرص، ومن المتوقع وصول طائرات إطفاء من اليونان، رومانيا، فرنسا، وبريطانيا، في إطار شراكة دولية موسعة لإخماد النيران.
وأوضح ألون أفيتار، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود أكثر من 10 مواقع اشتعال متعمد تم رصدها من قبل فرق الإنقاذ، ما يعزز الشكوك حول أن الحرائق بفعل فاعل وليست بسبب الطقس الجاف فقط.
وفيما يتعلق بتأثير الحرائق، أكد أفيتار أن النيران لم تصل إلى مدينة القدس المركزية أو تل أبيب، بل تبعد بين 5 إلى 10 كيلومترات عن المدينة، مشيرًا إلى أن السلطات نجحت حتى الآن في السيطرة على أكثر من 50% من الحريق، دون تسجيل إصابات بشرية حتى الآن.
وأشار إلى أن ملايين الأشجار تضررت جراء هذه الحرائق، وأن الطرق الرئيسية باتت مفتوحة، وتم استئناف الفعاليات العامة بمناسبة “يوم الاستقلال الإسرائيلي” بعد تقليصها مؤقتًا.
كما أكد أن التنسيق جارٍ بين الجيش الإسرائيلي، وسلاح الجو، وشرطة مكافحة الحرائق، لضمان عدم امتداد النيران إلى مناطق سكنية أو حساسة أمنية.