قطر تتمسك بالوساطة السياسية في قطاع غزة رغم تعثر المفاوضات

كتب – ياسين عبد العزيز

جددت دولة قطر التزامها الكامل باستمرار جهود الوساطة السياسية في قطاع غزة، رغم تعثر المفاوضات وتصاعد وتيرة الحرب، مؤكدة أنها تعمل جنبًا إلى جنب مع مصر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الأزمة المستمرة ويوقف الانهيار الإنساني المتسارع في القطاع.

الجيش الإسرائيلي ينسف مبانيَ سكنيةً في غزة

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، الدكتور ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، حيث أشار إلى أن الوساطة لا تزال فعالة ومستمرة، رغم ما وصفه بالوضع “الإنساني الكارثي” في غزة.

وأكد الأنصاري أن اتصالات مكثفة تجري بشكل يومي مع الأطراف المختلفة، وعلى رأسها الجانب الأميركي ممثلًا في المبعوث ستيف ويتكوف، إلى جانب مشاورات متواصلة مع السلطات المصرية، في محاولة لتقريب وجهات النظر ووقف التصعيد العسكري الذي فاقم أوضاع المدنيين.

وأوضح أن الوساطة الثلاثية بين الدوحة والقاهرة وواشنطن لا تزال تحظى بثقة الأطراف الدولية، وتستند إلى نتائج سابقة ناجحة، من بينها إطلاق سراح عدد من المحتجزين خلال الأسابيع الماضية.

وشدد على أن قطر ترفض استخدام المساعدات الإنسانية كورقة تفاوض، مشيرًا إلى أن إدخال المواد الإغاثية يجب أن يستمر دون شروط، في ظل الحاجة الماسة لها، وتدهور البنية التحتية الصحية والخدمية في غزة.

كما بيّن أن المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، والتي انطلقت في 19 يناير الماضي، قد تحققت فعليًا بدعم مصري وقطري وأميركي، قبل أن تتعثر مع تطور الأوضاع في مارس، نتيجة لتكثيف العمليات العسكرية ورفض حماس الاستمرار في التفاوض، احتجاجًا على ما وصفته بـ”سياسة التجويع المتعمدة” بحق سكان القطاع.

وأضاف الأنصاري أن الدوحة تعتبر أن الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار لا يزال ممكنًا، شريطة توفر الإرادة السياسية لدى الأطراف المتحاربة، مؤكدًا أن قطر لن تتراجع عن التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، وستستمر في لعب دورها كوسيط نزيه وفاعل، مهما كانت صعوبة المسار أو انسداد الأفق التفاوضي.

وأشار إلى أن الخيار الدبلوماسي لا يزال هو الحل الوحيد القابل للتطبيق، في ظل غياب البدائل الواقعية، مؤكدًا أن الوقت لم يفت بعد لإنقاذ ما تبقى من القطاع، ووقف الدمار المستمر الذي يطال البنية التحتية والمراكز الحيوية، ويزيد من معاناة السكان المدنيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى