كريم مطر يكتب: تعظيم سلام لعيون مصر الساهرة.. رجال نقطة شرطة الجزيرة وآمن القاهرة

في بلد بحجم مصر، لا تُقاس قيمة الأمن بعدد الدوريات أو الكاميرات، بل تُقاس بيقظة الرجال الذين نذروا أنفسهم لحماية الناس، والردع في مواجهة أي خروج على القانون.
ومن قلب العاصمة، من قلب حي الزمالك العريق، أكتب اليوم هذه السطور لا من أجل الشكر، بل من أجل تعظيم سلام لرجال يستحقونه عن جدارة: رجال نقطة شرطة الجزيرة وآمن القاهرة.
ما دفعني للكتابة لم يكن موقفًا روتينيًا، بل تجربة عشتها بنفسي. كنت في جوله بصحبة زميل لي على كوبري قصر النيل، حين تعرضنا لموقف مزعج من أحد الباعة الجائلين.
تجاوزات لفظية، محاولة احتكاك، وسلوك مستفز كاد يتحول إلى صدام مفتوح في منطقة تعج بالمواطنين والسياح.
لكن ما حدث بعدها هو ما يستحق أن يُروى.
لم تمر دقائق على الاتصال بالجهات المختصة، حتى تحرك رجال نقطة شرطة الجزيرة بسرعة ويقظة تُدرّس. حضروا بهدوء، فرضوا النظام، سيطروا على الموقف دون عنف أو فوضى، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية في لحظات، وكأن الأمر كان تحت أعينهم منذ البداية.
لم يكن التحرك مجرد واجب وظيفي، بل تجسيد حقيقي لحالة من الجاهزية والانضباط، تُشعرك أن أمن القاهرة ليس مجرد اسم، بل مؤسسة حقيقية تسير بروح وطنية يقظة.
هذا ليس فضلًا منهم، ولا هم في حاجة إلى الشكر، فهم لا يسعون وراء عدسات الكاميرات ولا كلمات المديح. لكنها كلمة حق لا بد أن تُقال. ففي وقت يعاني فيه العالم من انفلاتات أمنية وغياب الردع، نحن في مصر ننعم برجال لا يعرفون النوم ما دام الوطن مستيقظًا.
نقطة شرطة الجزيرة، بقيادتها وأفرادها، تمثل نموذجًا يُحتذى به في الالتزام والرد السريع وحُسن التعامل. وتحية واجبة أيضًا إلى آمن القاهرة الذي يثبت في كل يوم أن القاهرة في أيدٍ أمينة، يقظة، لا تغفل عن صغيرة أو كبيرة.
في هذا المقال، لا أكتب لأمنح وسامًا، بل لأقول كلمة مستحقة:
تعظيم سلام لكل فرد في نقطة شرطة الجزيرة، ولكل ضابط وصف ضابط وجندي في أمن القاهرة، أنتم منارات أمان، وأبطال على الجبهة الداخلية.”
تحية لكل من يخرج من بيته مرتدياً زيه الرسمي، تاركاً خلفه أسرته، ليحمي أسر الوطن. تحية لكل من لا تُسلّط عليه الأضواء، لكنه يضيء الطريق للآخرين.
فأنتم فعلاً، عيون مصر التي لا تنام.