مخطط إسرائيلي لتوريط أمريكا في غزة.. تسريبات خطيرة وتفاصيل مثيرة

كتب: على طه
في تسريبات مثيرة للجدل كشفتها وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرًا، طُرحت تساؤلات خطيرة حول السيناريوهات المتوقعة في حال وقوع صدام بين الجيش المصري وجنود أمريكيين على الحدود، وهو سؤال استنكاري في ظاهره لكنه يعكس – بحسب التحليل – نوايا خطيرة ومخططًا محكمًا تم تسريبه مؤخرًا.
في تسجيل مصوَّر، تحدث الإعلامي المصري محمد ممدوح عن تسريبات خرجت من الإعلام الإسرائيلي تشير إلى “خطة لحشر الفلسطينيين على الحدود المصرية”، ضمن ما يُعرف بخطة “عربات جدعون”، التي أُقرت من قبل حكومة نتنياهو، وتهدف – وفق ما ورد – إلى احتلال كامل لقطاع غزة، مع تغيير الواقع الديموجرافي للسكان عبر دفعهم باتجاه الحدود المصرية.
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فسر علنًا نوايا الحكومة بالقول إن الهدف ليس فقط السيطرة على غزة، بل “إحداث نكبة جديدة للعرب”، معلنًا نية الجيش الإسرائيلي فرض إدارة عسكرية على القطاع، وإقامة نقاط توزيع مساعدات قريبة من الحدود المصرية.
أخطر ما فى التسريبات
ومن أخطر ما ورد في التسريبات، أن إسرائيل لن تكون مسؤولة عن توزيع المساعدات، بل سيتم إسناد المهمة لشركتين أمريكيتين هما: UG Solutions وReach Solutions، وهما شركتان متعاقدتان مع الجيش الأمريكي، ما يعني أن جنودًا أمريكيين سابقين سيديرون عمليات التوزيع، وهي سابقة تُنذر بتدويل الصراع داخل القطاع.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست Washington Post، فإن الجهات الدولية، ومنها الأمم المتحدة، ترفض التعامل مع الجيش الإسرائيلي لتوزيع المساعدات خشية أن يتم استخدامها لأغراض عسكرية.
لذلك تم اللجوء إلى مقاولين أمريكيين لنقل وتوزيع نحو 60 شاحنة مساعدات يوميًا داخل مناطق تُشبه “المعسكرات المحصّنة” عند محور “معبر رفح”، في خطة قد تؤدي عمليًا إلى تركيز نحو مليوني فلسطيني في مناطق حدودية ضيقة.
الأخطر – كما يحذر الإعلامي – هو أن تلك الشركات سبق أن استخدمت المدنيين كـ”دروع بشرية” في مناطق صراع، لحماية عناصرها من أي هجمات. وفي حال تعرّض أحد هؤلاء لمقتل على يد عناصر فلسطينية، فإن الحادث قد يُستغل لتدويل التدخل، خاصة إذا كان القتيل جنديًا أمريكيًا سابقًا، مما يفتح الباب أمام مواجهة معقدة بين حماس والولايات المتحدة.
مجاعة داخل القطاع
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات من أن خطة الحصار والمساعدات المقنّنة ستؤدي إلى مجاعة داخل القطاع، وقد تدفع مقاتلي حماس إلى مهاجمة مراكز المساعدات التي ستكون تحت إدارة عناصر أمريكية، ما يرفع احتمالات التصعيد والانفجار الإقليمي.
هل تعتقد أن هذه الخطة الإسرائيلية تمهد لتدويل الصراع في غزة بهدف تصفية القضية الفلسطينية من البوابة الإنسانية؟
تحذيرات من سيناريو “عراق جديد”
في تطور خطير يعكس أبعاد الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة في قطاع غزة، تواصل إسرائيل – بدعم أمريكي ضمني – تنفيذ خطة تهدف إلى دفع سكان القطاع نحو الحدود المصرية، وفق ما كشفه الإعلام الإسرائيلي وعدد من المعلقين السياسيين البارزين.
الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش ألمح إلى أن “عددًا كبيرًا من الفلسطينيين سيدخلون دولة أخرى”، دون أن يسميها، في إشارة اعتبرها كثيرون تلميحًا نحو مصر. ورغم الحديث عن محاولات لإقناع دول أخرى مثل السودان أو ماليزيا باستقبال الفلسطينيين، إلا أنه لم يصدر أي إعلان رسمي من أي دولة بشأن قبول لاجئين من غزة.
تصاعد التحذيرات
التحذيرات تصاعدت عقب تقارير تشير إلى أن إسرائيل تجهّز لفتح الحدود مع سيناء بشكل مفاجئ، مما قد يدفع الجيش المصري للتصدي لأي اجتياح، وهو ما وصف بأنه “سيناريو كارثي” قد يجر المنطقة إلى مواجهة مباشرة، خاصة مع وجود عناصر أمريكية متعاقدة على الحدود، تمثل دروعًا بشرية محتملة.
وفي السياق ذاته، أعاد محللون سياسيون التذكير بتصريحات سابقة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قال فيها إنه يعتزم “تطهير غزة” وتحويلها إلى مركز للبناء والاستثمار، وهو ما اعتبره البعض تكرارًا لنهج “المحافظين الجدد” في الحزب الجمهوري، الذين دعموا غزو العراق عام 2003، بتواطؤ واضح من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، وفق ما كشفه كاتب بصحيفة هآرتس العبرية.
التحليلات تشير إلى أن الخطة الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا تعتمد على تنفيذ تطهير واسع في القطاع، يعقبه فتح الحدود الجنوبية، بما يعيد إلى الأذهان سيناريو الاحتلال الأمريكي للعراق، لكن هذه المرة على الأرض المصرية، بحسب تحذيرات الصحفي الإسرائيلي عموس هارئيل.
تردد داخل الجيش الإسرائيلي
وبينما يدفع نتنياهو بخطة عسكرية جديدة للتوغل في غزة بدعوى هزيمة حماس، تبرز مؤشرات ميدانية على تردد داخل الجيش الإسرائيلي نفسه، نتيجة الخسائر الثقيلة التي تعرض لها في الأشهر الماضية، وفشل القنابل المستخدمة في تحقيق الأهداف المنشودة، كما أظهرت تسجيلات نشرتها كتائب القسام تُظهر إعادة استخدام ذخائر إسرائيلية غير منفجرة في عمليات ضد الجنود الإسرائيليين.
إلى ذلك، أثار الرئيس ترامب الجدل مجددًا بتصريحه عن “إعلان كبير” قبل زيارته المحتملة إلى الشرق الأوسط، وسط تكهنات حول إمكانية وجود صفقة لتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس. ومع ذلك، حذرت فصائل فلسطينية من أن أي اتفاق لن يُثمر عن تهدئة طويلة، طالما استمرت إسرائيل في تجويع السكان ودفعهم نحو الحدود، وفق ما أعلنت حركة حماس التي أكدت رفضها التفاوض في ظل استمرار تهجير المدنيين.
وفي الختام، تعالت الدعوات العربية والدولية الرافضة لفرض سيناريو التهجير القسري، في وقت دعا فيه المتحدث إلى تضامن عربي صلب يقف بوجه هذا “المخطط الجهنمي”، قائلاً: “اللهم انصر مصر والعرب وفلسطين”.