وكالة بريطانية تخطط لمشروع حجب الشمس لمكافحة الاحتباس الحراري

وكالات
تخطط وكالة “أريا”، الذراع البحثية للحكومة البريطانية، لتنفيذ مشروع غير تقليدي يهدف إلى حجب أشعة الشمس كجزء من جهودها لمكافحة الاحتباس الحراري.
أنشأت هذه الوكالة في عام 2021 على يد كواسي كوارتينج، وزير الأعمال السابق في حزب المحافظين، وهي في الأصل من أفكار دومينيك كامينجز، كبير مساعدي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون، ورغم أن الوكالة لا تحظى بشهرة كبيرة بين الجمهور، فقد أثار مشروعها الأخير اهتمامًا كبيرًا بسبب طبيعته المثيرة للجدل.
250 مليون جنيه لتحسين نوعية الهواء وخفض غازات الاحتباس الحرارى
وفقًا لصحيفة “التليجراف”، لا يعرف الكثير من البريطانيين الكثير عن الوكالة أو طبيعة مشاريعها، وهو ما يزيد من حالة الغموض المحيطة بها.
تشير الصحيفة إلى أن وكالة “أريا” قد خصصت نحو 56.8 مليون جنيه إسترليني لتمويل 21 مشروعًا يتعلق بتبريد المناخ، يتضمن أحد هذه المشاريع دراسة إمكانيات بناء “مظلة شمسية” في الفضاء، إضافة إلى خطط لحقن أعمدة من الماء المالح في طبقات الجو العليا لعكس ضوء الشمس بعيدًا عن سطح الأرض.
على الرغم من الطموحات الكبيرة وراء هذه المبادرة، أكدت وكالة “أريا” أنها لا تسعى إلى “تعتيم الشمس” بشكل كامل، وأوضح ممثلو الوكالة في مؤتمر صحفي أنهم يركزون على إجراء تجارب علمية تهدف إلى تقليل تأثيرات الاحتباس الحراري من خلال تقنيات غير تقليدية، مع التأكيد على أن نجاح هذه التجارب هو الهدف النهائي.
من جهة أخرى، أثار هذا المشروع ردود فعل متباينة بين العلماء والمختصين في البيئة، فقد حذر البروفيسور مايك هولم من جامعة كامبريدج من أن بريطانيا قد تكون على “منحدر زلق” إذا استمرت في تبني هذه التقنيات، وأكد أن هذه التجارب قد تؤدي إلى نشر تقنيات قد تكون غير قابلة للإثبات من حيث سلامتها أو فعاليتها على المدى الطويل.
وأضاف أن مثل هذه المشاريع قد تحمل مخاطر غير قابلة للتراجع في حال فشلت التجارب، معتبرًا أن المبلغ الضخم المخصص لهذه المشاريع، الذي يبلغ 57 مليون جنيه إسترليني، هو مبلغ كبير من أموال دافعي الضرائب يجب توجيهه بعناية.
تسلط هذه التطورات الضوء على التحديات التي تواجهها الحكومة البريطانية في سعيها لمكافحة تغير المناخ، حيث تتصاعد الدعوات للتوصل إلى حلول مبتكرة، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات بشأن الأضرار المحتملة والتأثيرات الجانبية لمثل هذه المشاريع التجريبية.