طائرة مسيّرة إسرائيلية تدخل الخدمة: الكشف عن “X-intra” الجديدة

كتب: أشرف التهامى

كشفت شركة “Flying Production”، التابعة لشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية العملاقة للصناعات الدفاعية، عن بدء الإنتاج المتسلسل لطائرتها المسيّرة القتالية الجديدة “X-intra”، التي صُممت لتعزيز القدرات العملياتية في الخطوط الأمامية لمعارك جيش الاحتلال الإسرائيلى.

ورغم أن حلم استخدام المسيّرات لتوصيل البيتزا لا يزال مؤجلاً بسبب العقبات التنظيمية، فإن هذه التقنية باتت تشكل ركيزة أساسية في الحروب الحديثة.

وفي هذا السياق، أعلنت “فلاينغ برودكشن” أن الطائرة الجديدة “X-intra” جاءت لتستجيب لحاجات ميدانية مُلحّة، خصوصًا في المناطق التي تشهد اشتباكات كثيفة كغزة والحدود اللبنانية، حيث تنتشر المسيّرات الإسرائيلية بكثافة.

قدرات محسّنة وتصميم عملي

تتميز “X-intra” بقدرتها على حمل حمولة تصل إلى 30 كغم، أي ما يعادل ضعف سعة الطائرة المسيّرة “تسور” التي تُعد نموذجًا أساسًا بُنيت عليه.

وعلى الرغم من ذلك، تحتفظ الطائرة بحجم مدمج وتصميم قابل للطي، ما يسمح بحملها في حقيبة ظهر مبطنة، مع إمكانية تجهيزها للإطلاق خلال أقل من دقيقتين فقط.

ووصفت الشركة المسيّرة الجديدة بأنها “منصة متعددة المهام”، قادرة على:

إيصال الإمدادات الحيوية للقوات في الميدان.

تنفيذ مهام مراقبة واستطلاع على ارتفاعات عالية.

تنفيذ ضربات دقيقة بدقة متناهية.

توسّع استراتيجي وتجربة ميدانية

تأتي هذه الخطوة ضمن توسّع “إلبيت سيستمز” في قطاع الطائرات المسيّرة، الذي يشهد نموًا متسارعًا في السوق العسكرية العالمية.

وكانت الشركة قد استحوذت على “فلاينغ برودكشن” عام 2019، ومنذ ذلك الحين سجّلت أكثر من 20 ألف ساعة طيران تشغيلية لأنظمتها المختلفة.

ورغم التكتم حول هوية زبائنها الدوليين، إلا أن طرازات سابقة مثل “Magni-X” و”Terminator” أظهرت فعالية ميدانية، ما شجع الشركة على تطوير أنظمة تحمل حمولات كهروضوئية متقدمة، تصل قيمة بعضها إلى نحو 500 ألف دولار، تُستخدم للمراقبة واكتساب الأهداف.

 ابتكار في ساحة المعركة

في ضوء التجربة العملياتية المتكررة في غزة، وضمن جهود التكيّف مع بيئات القتال المكتظة، أجرت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية تجارب ناجحة باستخدام مسيّرة “تسور” لنقل وحدات دم إلى الجنود المصابين في الميدان. ويمكن للدم، المُخزن في عبوات مقاومة للصدمات، أن يصل للمسعفين في دقائق معدودة، ما قد ينقذ أرواحًا كثيرة في ساحة المعركة.

ارتفاع الطلب على الطائرات المسيّرة بعد 7 أكتوبر

منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، شهد الطلب على المسيّرات العسكرية ارتفاعًا غير مسبوق. وقدمت وزارة الدفاع الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة طلبات شراء تجاوزت قيمتها الإجمالية 400 مليون شيكل (نحو 106 ملايين دولار)، نالت “إلبيت سيستمز” منها 150 مليون شيكل.

ومن بين الشركات الأخرى التي حصلت على عقود حكومية لتوريد طائرات بدون طيار:

Xtend

CopterPix

Airodrome

وتتجه وزارة الدفاع إلى طرح مناقصات إضافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة، في ظل شكاوى وحدات من الجيش النظامي والاحتياطي من نقص في المعدات خلال الأسابيع الأولى من الحرب، وهو ما دفع بعض الجنود إلى اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي لطلب إمدادات.

أدوارًا حاسمة

وعلى الرغم من أن الطائرات المسيّرة لم تصل بعد إلى مهمات مدنية يومية مثل توصيل الطعام، إلا أنها أصبحت اليوم عنصرًا لا غنى عنه في الميدان العسكري، تلعب أدوارًا حاسمة في اللوجستيات، الرصد، والهجوم، وتسهم في إعادة تشكيل مفاهيم الحرب الحديثة.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى