تنظيم الإخوان الإرهابى فى مصر.. هل حقا قام بحل نفسه؟

كتبت: هدى الفقى

نفى الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد سلطان، صحة البيان المتداول مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يُزعم فيه أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر قررت حل نفسها رسميًا والتوقف عن العمل السياسي.

أحمد سلطان
أحمد سلطان

وأوضح سلطان، عبر منشور على حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك”، أن “البيان مفبرك ولا أساس له من الصحة، وهو مجرد مناورة سياسية من بعض الأطراف”، مشيرًا إلى أن الجماعة لا تزال تعاني من انقسامات داخلية حادة، تتوزع على أكثر من جبهة، لكل منها موقف متباين من العمل السياسي والمصالحة.

الانقسام داخل الجماعة

وأشار الباحث إلى أن مجموعة صلاح عبد الحق، المعروفة إعلاميًا بـ”جبهة لندن” أو “إخوان سايت”، سبق أن طرحت مبادرة مشابهة تتضمن اعتزال العمل السياسي لمدة 10 سنوات، مقابل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وقد أجرت مفاوضات غير رسمية مع شخصيات قريبة من صناع القرار في مصر، إلا أن القاهرة رفضت المبادرة.

أما مجموعة محمود حسين (المعروفة بـ”جبهة إسطنبول” أو “إخوان أونلاين”)، فهي ترفض مبدأ التفاوض أصلًا، واعتبرت مبادرة “لندن” تفريطًا في ثوابت الجماعة.

في المقابل، يتبنى تيار المكتب العام (المعروف بـ”تيار التغيير” أو “الأمانة العامة”) نهجًا أكثر تصعيدًا، ويدعو إلى التغيير بالقوة.

وبحسب سلطان، فإن بقية المجموعات الفرعية داخل التنظيم متباينة في رؤاها ومواقفها.

قراءة تحليلية للمشهد

اختتم سلطان حديثه بتقييم دقيق للوضع، مؤكدًا أن جماعة الإخوان المسلمين “باتت غير مؤثرة استراتيجيًا داخل المشهد المصري”، وأن بعض الأطراف داخلها تعوّل على دور خارجي في إعادة تأهيلها سياسيًا، وهو ما ترفضه القاهرة بشكل قاطع.

وأضاف أن ما يحدث حاليًا “لا يتعدى كونه حالة جدل موسمية تثار عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، دون أن تمثل تغيرًا جوهريًا في واقع الجماعة أو موقف الدولة منها.

 ما نشره أحمد سلطان
ما نشره أحمد سلطان

خلفية البيان المزعوم

البيان المزيف الذي جرى تداوله زعم أن جماعة الإخوان قررت “حل نفسها في مصر رسميًا”، و”الابتعاد التام عن النشاط السياسي والإعلامي”، متعهدة بالتفرغ “للعمل الدعوي والتربوي” فقط، على أمل فتح باب للمصالحة وإطلاق سراح المعتقلين.

لكن تصريحات أحمد سلطان تقطع الشك باليقين، وتؤكد أن هذه التحركات لا تعدو كونها محاولات علاقات عامة لا تحظى بأي سند واقعي.

المنشور المشار إليه
المنشور المشار إليه

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى