تفاصيل “إعلان بغداد”.. البيان الختامى للقمة العربية رقم 34
بغداد: القادة العرب يطالبون بوقف فوري للحرب على غزة ويشكرون مصر ويدعمون خطة إعمار غزة وحماية الأماكن المقدسة فى فلسطين

كتب: على طه
في ختام القمة العربية الـ34 التي انعقدت في بغداد، أصدر القادة العرب “إعلان بغداد”، مؤكدين فيه على ضرورة الوقف الفوري للحرب على قطاع غزة ووقف الأعمال العدائية ضد المدنيين.
دعوا إلى تحرك عاجل لوقف إراقة الدماء، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة المعتمدة في القمة غير العادية بالقاهرة، واجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة بشأن التعافي وإعادة الإعمار في غزة.
شكر وتقدير لمصر والبحرين
أعرب القادة العرب عن شكرهم لجمهورية مصر العربية على استضافتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس 2025، والتي خُصصت لمناقشة التطورات الخطيرة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. كما شكروا مملكة البحرين على جهودها خلال رئاستها للقمة العربية الـ33، ومساعيها لتوحيد الجهود ودعم العمل العربي المشترك.
دعم خطة إعمار غزة
أكد “إعلان بغداد” على مركزية القضية الفلسطينية كقضية الأمة الجوهرية، مجددين دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة. أدان القادة العرب الإجراءات والممارسات غير القانونية التي تنتهجها إسرائيل، وطالبوا بوقف فوري للحرب على غزة، داعين المجتمع الدولي إلى الضغط لوقف إراقة الدماء وضمان إدخال المساعدات الإنسانية.
دعا القادة العرب إلى تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة بشأن التعافي وإعادة الإعمار في غزة، ضمن إطار سياسي يضمن استقلال دولة فلسطين ويكفل للشعب الفلسطيني حقه في أرضه ويمنع تهجيره. كما حثوا الدول ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على الإسراع في تقديم الدعم المالي اللازم لتنفيذ هذه الخطة.
دعم الأطفال المتضررين
أعرب القادة العرب عن ترحيبهم بتشكيل مجموعة عمل بالتعاون مع الأمم المتحدة لمتابعة إنشاء صندوق خاص برعاية أيتام غزة، الذين يُقدّر عددهم بنحو 40 ألف طفل، إضافة إلى تقديم المساعدات وتركيب الأطراف الصناعية لآلاف المصابين، وخاصة الأطفال منهم. ثمنوا مبادرة “شهادة الأمل” التي أطلقتها المملكة الأردنية الهاشمية لدعم مبتوري الأطراف في غزة، ودعوا الدول والمنظمات إلى إطلاق مبادرات مماثلة لدعم القطاع الصحي في غزة.
رفض التهجير القسري
جدد القادة العرب تأكيدهم الراسخ على رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال التهجير أو النزوح القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، معتبرين ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية. أدانوا بشدة سياسات التجويع وتطبيق أسلوب الأرض المحروقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال.
دعم حل الدولتين
أكد القادة العرب تمسكهم بتسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، معربين عن تأييدهم للدعوة التي أطلقها الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية. طالبوا بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
حماية الأماكن المقدسة
أكد القادة العرب على قدسية مدينة القدس ومكانتها الدينية، مدينين المحاولات الإسرائيلية لتهويد المدينة وتغيير هويتها. شددوا على ضرورة حماية الأماكن المقدسة في بيت لحم، مجددين دعمهم للوصاية الهاشمية التي يتولاها الملك عبدالله الثاني بن الحسين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودور رئاسة لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس.
دعم سوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا
أكد القادة العرب على أهمية احترام خيارات الشعب السوري، ودعم وحدة وسلامة الأراضي السورية، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية. جددوا دعمهم للجمهورية اللبنانية في مواجهة التحديات، والحفاظ على أمنها واستقرارها. كما أكدوا دعمهم لليمن والسودان وليبيا، مشددين على أهمية الحلول السياسية السلمية في هذه الدول.
لبنان
أكد القادة العرب أهمية تنفيذ جميع بنود الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم 1701. أدانوا الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وطالبوا إسرائيل بالانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط إلى الحدود المعترف بها دولياً، وتسليم الأسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة، والعودة إلى الالتزام باتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل عام 1949. كما شددوا على التضامن مع الجمهورية اللبنانية، ودعم جهودها في إعادة النازحين السوريين إلى وطنهم.
اليمن
أعرب القادة عن تضامنهم الكامل مع الجمهورية اليمنية في الحفاظ على سيادتها ووحدتها، ودعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء حالة الحرب والانقسام. أكدوا على الدفع نحو حلول سياسية تقوم على الحوار الوطني، وتوفير الظروف الملائمة لتحقيق السلام والازدهار، مع رفض جميع أشكال التدخل في شؤون اليمن الداخلية.
السودان
شدد القادة على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل يُنهي الصراع في السودان، ويحفظ سيادته ووحدة أراضيه وسلامة شعبه. أكدوا على ضرورة السماح بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني، ودعوا جميع الأطراف إلى الانخراط الجاد في المبادرات الساعية لتسوية الأزمة، وفي مقدمتها مبادرة إعلان جدة. ورحبوا بالبيان الصادر عن الهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا “إيجاد”، الذي نص على توحيد منابر حل الأزمة السودانية، وتبني نهج منسق لوقف الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، والوصول إلى تسوية سياسية شاملة.
ليبيا
جدد القادة دعمهم الكامل لدولة ليبيا، مشددين على أهمية حل الأزمة عبر الحوار الوطني بما يحفظ وحدة الدولة ويحقق طموحات الشعب الليبي في استقرارها الدائم، مع رفض كافة أشكال التدخل في الشأن الداخلي الليبي. أعربوا عن دعمهم الكامل لسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها، وضرورة وقف التدخلات الخارجية، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة في مدى زمني محدد. ودعوا مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة إلى ضرورة الإسراع في التوافق على إصدار القوانين الانتخابية التي تلبي مطالب الشعب الليبي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، وإنهاء المراحل الانتقالية. كما دعوا كافة الأطراف الليبية إلى مواصلة العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية، بما يحفظ لدولة ليبيا مصالحها العليا ويحقق لشعبها السلم والاستقرار والتنمية. وأشاد القادة بجهود دول الجوار الليبي، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية بما يدعم وحدة ليبيا والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا.
الصومال
جدد القادة والملوك والرؤساء العرب، في ختام أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، دعمهم الكامل لجمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها. شددوا على أهمية ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في البلاد من خلال مساهمة الدول العربية في تعزيز قدراتها وتمكينها من مواجهة التحديات التي تمر بها في المرحلة الراهنة، ودعم مسار التنمية المستدامة. كما أدانوا جميع الأنشطة والأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن الصومال واستقراره، بما في ذلك محاولة اغتيال رئيس جمهورية الصومال حسن شيخ محمود، التي وقعت في مارس 2025.
الإمارات
أكد القادة العرب مجددًا دعمهم المطلق لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، التي تحتلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية. دعوا إيران إلى التجاوب مع مبادرة دولة الإمارات لإيجاد حل سلمي لهذه القضية، سواء من خلال المفاوضات الثنائية المباشرة أو باللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وبما يسهم في تعزيز الثقة وترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي.
الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل
شدد إعلان بغداد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط، استناداً إلى المرجعيات المتفق عليها، وتنفيذاً لمقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 73/546 المتعلق بالمؤتمر المعني بإنشاء هذه المنطقة. أكدوا أهمية دعوة كافة الأطراف المعنية للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي تُعد حجر الزاوية للنظام الدولي لمنع انتشار هذه الأسلحة.
الأمن المائي
أكد القادة العرب أن الأمن المائي يمثل أحد المرتكزات الجوهرية للأمن القومي العربي. شددوا على أهمية دعم الجهود التي تبذلها كل من جمهورية العراق، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية السودان، والجمهورية العربية السورية، من أجل الحفاظ على حقوقها المائية المشروعة. أعربوا عن تضامنهم مع هذه الدول في مساعيها للتوصل إلى حلول عادلة ومتوازنة عبر الحوار والتعاون البنّاء، بما يحقق المصالح المشتركة ويمنع وقوع أضرار محتملة بحقوقها المائية.
التحديات التنموية
أكدوا على أهمية استمرار تنسيق وتكامل الجهود العربية الجماعية لتعزيز القدرات في مواجهة التحديات التنموية، وعلى رأسها قضايا الأمن الغذائي، والأمن الصحي، والطاقة، ومواجهة التغيرات المناخية. دعوا إلى تطوير آليات التعاون العربي وتفعيلها بشكل مؤسسي لضمان استدامة العمل العربي المشترك في هذه المجالات الحيوية، وبما يحقق التنمية الشاملة ويعزز صمود الدول العربية في مواجهة الأزمات والتحديات الإقليمية والدولية.
مكافحة الإرهاب
أكد القادة والملوك والرؤساء العرب، في ختام أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، موقفهم الثابت في إدانة كافة أشكال وأنماط الإرهاب والأفكار المرتبطة به. شددوا على رفضهم التام للأعمال والنشاطات الإرهابية التي تمارسها الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش والقاعدة، وكل من يرتبط بهما من جماعات أو أفراد، لما تمثله من خطر فعلي على الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. شدد القادة على ضرورة التصدي الحازم للجريمة المنظمة، ومكافحة المخدرات، والاتجار بالبشر، وغسيل الأموال، معتبرين أن استمرار وجود الإرهاب بصوره المختلفة، وما يرتبط به من تهديدات، يمثل خطراً داهماً على السلم المجتمعي، ويقوّض الأمن والاستقرار في العالم العربي، وهو ما يستوجب استجابة جماعية شاملة وفعالة، تشمل الأبعاد العسكرية والمدنية، في إطار التعاون العربي المشترك، ومن خلال تنسيق الجهود على المستويات العربية والإقليمية والدولية، ودعم قدرات أجهزة مكافحة الإرهاب في الدول العربية. ورحب القادة بجهود حكومة جمهورية العراق في مكافحة الإرهاب، وأشادوا بالتضحيات التي قدّمها الشعب العراقي وجيشه وأجهزته العسكرية والأمنية كافة في هذا السياق. كما نوهوا بقرار الحكومة العراقية إنشاء “المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب”، بوصفه خطوة بنّاءة نحو تطوير الآليات الوطنية، داعين إلى تأسيس مراكز مماثلة وتعزيز التعاون الجماعي والثنائي بهذا الصدد، وتبادل الخبرات، ووضع خطط مشتركة، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
مكافحة خطاب الكراهية والتطرف
دعا القادة العرب، في “إعلان بغداد”، إلى تفعيل الإجراءات الرادعة لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتحريض، لما لذلك من أثر سلبي على السلم المجتمعي واستدامة الأمن والسلم الدوليين. أكدوا أهمية الالتزام بقرارات الجامعة العربية ومجلس الأمن بهذا الخصوص. كما دعوا إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية، ونبذ الكراهية والطائفية والتعصب والتمييز، والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب، ومنع التطرف العنيف، وقطع مصادر تمويل الإرهاب، ومنع التحريض والتخطيط والتجنيد، والتصدي لمنح الملاذات الآمنة للإرهابيين، وضبط تنقلات الإرهابيين الأجانب، وتضافر الجهود لإخراجهم من المنطقة بشكل كامل وفوري. ورحب القادة بإعلان حكومة جمهورية العراق، بصفتها الرئيس المشارك لمجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب، عن استضافة المؤتمر الدولي المقبل لضحايا الإرهاب في بغداد عام 2026، مؤكدين دعمهم الكامل لحقوق ضحايا الإرهاب، وجهودهم في إيصال أصواتهم، وضرورة تقديم الدعم اللازم لتعافيهم وبناء مستقبل أفضل.
المحادثات النووية
شدد القادة العرب على أهمية تعزيز الأمن السيبراني ضمن إطار العمل العربي المشترك، لحماية البنى التحتية الرقمية والبيانات الحساسة، والتصدي للتهديدات السيبرانية عبر تطوير استراتيجيات عربية موحدة تضمن فضاءً إلكترونياً آمناً يدعم التنمية المستدام