عاطف عبد الغني يكتب: لم يتبق وقت كثير

بيان

الأيام أو بالكثير الأسابيع القليلة القادمة لا تمثل مجرد أزمة طارئة، بل لحظة فارقة في تاريخ قطاع غزة ، فإما أن يتحرك المجتمع الدولي فورًا لفرض وقف لإطلاق النار الإسرائيلي ، وإدخال المساعدات بشكل آمن ومستدام أو أن يقف أمام كارثة إنسانية وأخلاقية ستبقي وصمة عار في تاريخ البشرية، ومدعي الإنسانية والتحضر، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الداعم لـ إسرائيل البربرية العنصرية.

غزة ليست علي شفا الكارثة لكن دخلتها بالفعل، والأيام القادمة تنذر بمزيد من التدهور في الأزمة الحياتية التي تضرب أكباد أهالي القطاع الآن، ويفاقمها كل يوم، بل كل ساعة، استمرار القصف الإسرائيلي المكثف والحصار، الذي يطوّق المدنيين من كل الجهات، والتدمير شبه الكامل للبنية التحتية، والانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية ، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، ما نتج عنه أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون شبح الموت، ومن لم تحصد روحه آلة القتل العسكرية الإسرائيلية يواجه استحالة الحياة في غياب مقوماتها، أو فسادها.

التقارير الأممية والمؤسسات الإغاثية العاملة علي الأرض، تصرخ محذرة من الانهيار المتسارع في الإمدادات الغذائية والمياه النظيفة، لا سيما في شمال غزة، حيث حذّرت الأمم المتحدة مؤخرًا من أن مئات الآلاف أصبحوا بالفعل في مرحلة “انعدام الأمن الغذائي الحاد”، وتعرقل القيود الإسرائيلية المشددة إدخال المساعدات الإنسانية، في وقت تتكدّس فيه الشاحنات علي الجانب المصري من معبر رفح دون قدرة علي العبور، ما يزيد من معاناة السكان المحاصرين.

والمستشفيات العاملة في غزة لا تكاد تؤدي أدني وظائفها، مع انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود والمستلزمات الطبية الأساسية، خاصة في ظل التدفق المستمر للجرحي من فوق وتحت الأنقاض.

تقول منظمة الصحة العالمية: إن النظام الصحي في غزة “ينهار حرفيًا”، وتؤكد أن بعض المستشفيات تحولت إلي ملاجئ تضم مئات العائلات، ما يفاقم خطر تفشي الأمراض المعدية، خاصة بين الأطفال والنساء الذين يمثلون النسبة الأكبر من ضحايا المدنيين منذ بداية العدوان، وتعيش أعداد هائلة منهم في خيام مؤقتة أو مدارس مكتظة تحولت إلي مراكز إيواء غير آمنة.

صور الكارثة الخارجة من داخل القطاع تظهر أطفالاً يعانون من سوء التغذية الحاد، وكآبة المنظر التي تعكس الرعب والحزن جراء القصف المستمر وفقدان أحبائهم.

ومع دخول الصيف، وارتفاع درجات الحرارة وشح المياه النظيفة، من المنتظر تفشي المزيد من الأوبئة والأمراض الجلدية.

ومازالت منظمات الإغاثة الدولية تطلق نداءاتها العاجلة للمجتمع الدولي: إن استمرار الهجمات والحصار الإسرائيلي، دون هدنة أو تدّخل دولي فاعل قد يؤدي إلي “انفجار إنساني”، يتجاوز قدرة أي جهة علي الاستجابة له.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى