كتب: ياسين عبد العزيز

تسلّم الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان شهادة رسمية من منظمة الصحة العالمية، تؤكد نجاح مصر في القضاء التام على انتقال جميع طفيلات الملاريا البشرية داخل أراضيها، وهو الإعلان الذي جاء على هامش اجتماعات الدورة 78 لجمعية الصحة العالمية التي تُعقد حالياً بمدينة جنيف السويسرية.

عاجل.. الرئيس السيسي يجتمع مع وزير الصحة والسكان

جاء تسليم الشهادة من المدير العام للمنظمة، الدكتور تادروس أدهانوم، تقديراً للجهود الصحية التي بذلتها الدولة المصرية طوال السنوات الماضية، والتي تضمنت إجراءات طويلة المدى دعمتها القيادة السياسية بوضوح، في مقدمتها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد نجحت هذه الجهود في تلبية معايير الاستئصال التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية، والتي تشمل الرصد المستمر والاستجابة الفورية ومنظومات الكشف المبكر.

أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الحصول على هذه الشهادة يعكس حجم العمل والتخطيط القائم داخل قطاع الصحة العامة، ويُعد نتيجة مباشرة لاستراتيجية مكافحة الأمراض المعدية التي تبنتها الوزارة على مدار أعوام.

وأوضح أن هذه الاستراتيجية اعتمدت على أساس علمي وخطة متكاملة تشمل الوقاية والتشخيص والاستجابة السريعة، إلى جانب الدعم اللوجستي والتقني على مستوى الجمهورية.

أشار عبدالغفار إلى أن مصر لم تسجل أي حالة محلية من مرض الملاريا منذ سنوات طويلة، ما يعكس نجاحاً كاملاً في السيطرة على مصادر العدوى ومنع انتشارها محلياً، خاصة في المناطق الحدودية أو ذات الطبيعة الريفية، التي كانت سابقاً بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض.

وأضاف أن جهود الكشف المبكر للحالات الوافدة ظلت عاملاً رئيسياً في منع انتقال العدوى، وهو ما مكّن الدولة من الحفاظ على وضع صحي مستقر دون تسجيل بؤر إصابة.

أكد أن الشهادة الممنوحة من منظمة الصحة العالمية تمثل نقطة تحول كبيرة للمنظومة الصحية، ودافعاً إضافياً لمزيد من التطوير في برامج الصحة الوقائية، خاصة ضمن رؤية مصر 2030 الرامية إلى تحسين مؤشرات الصحة العامة وضمان الاستدامة في الإنجازات الطبية.

وأوضح أن الوزارة ستواصل العمل على دعم برامج الترصد والمراقبة، وتعزيز قدرات العاملين الصحيين في الكشف والتدخل السريع، لتبقى مصر خارج نطاق التهديد بعودة الملاريا.

ويُعد مرض الملاريا أحد أكثر الأمراض فتكاً في العالم، إذ تسبب في وفاة مئات الآلاف سنوياً في بعض الدول، ويُصنّف ضمن الأمراض الطفيلية التي تنتقل عن طريق لدغات البعوض، وتُعتبر شهادة القضاء عليه داخل دولة ما بمثابة اعتراف دولي بنجاح نظامها الصحي في الوقاية والكشف والسيطرة.