وفد إيطالي شعبى يزور العريش ورفح.. دعوات أوروبية متزايدة لرفع الحصار عن غزة

كتب: على طه

استقبل السفير الدكتور سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية، وفدًا إيطاليًا رفيع المستوى يمثل رابطة المنظمات الإيطالية للتضامن والتعاون الدولي، ويضم أعضاءً في البرلمان الإيطالي والبرلمان الأوروبي، وصحفيين، وممثلين عن المجتمع المدني الإيطالي.

ضم الوفد ٦٠ فردا، من بينهم ١٤ نائبا فى مجلس النواب الإيطالى و٣ نواب إيطاليين فى البرلمان الأوروبى، إلى جانب أساتذة قانون دولى بالجامعات الإيطالية وممثلى منظمات إنسانية وحقوقية إيطالية مؤيدة لدولة فلسطين وعدد من النشطاء المتضامنين

تأتي الزيارة في إطار تضامني، حيث شمل برنامج الوفد زيارة ميدانية لمدينة العريش ومعبر رفح الحدودي، في خطوة تهدف إلى الاطلاع المباشر على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، وجمع معلومات وشهادات حول تداعيات الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الطبية والإغاثية المنقذة للحياة.

أمل فى التغيير

وفي هذا السياق، عبّر السفير أبو علي عن تقديره لهذه الزيارة، مؤكدًا أهمية الجهد الشعبي والدولي في كسر الصمت وتحفيز الضغط على سلطات الاحتلال لوقف عدوانها، ورفع الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.

وأعرب عن أمله في أن تسهم الزيارة في التأثير على مواقف الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي لدعم الحقوق الفلسطينية وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، والمضي قدمًا نحو تحقيق السلام العادل والدائم من خلال الاعتراف بدولة فلسطين على أساس قرارات الشرعية الدولية.

تضامن شعبي متنامٍ في إيطاليا

الوفد الزائر ينتمي إلى مؤسسات مجتمع مدني إيطالية متنوعة تعكس تضامنًا شعبيًا واسعًا مع الفلسطينيين، وهو تضامن لم يعد مرتبطًا بحوادث آنية، بل أصبح جزءًا من حركة مستمرة منذ مطلع الألفية الثالثة. فقد شهد عام 2001 تأسيس “منتدى فلسطين” في إيطاليا كإحدى أبرز المبادرات الداعمة للحقوق الفلسطينية.

وفي عام 2008، تجلت ملامح هذا التحول الشعبي من خلال مقاطعة “معرض الكتاب في تورينو” بعد اختيار إسرائيل ضيف شرف، تلاها مشاركة ناشطين إيطاليين في “أسطول الحرية” لكسر حصار غزة عبر البحر. كما نُظمت “مسيرة الحرية إلى غزة” في عام 2009 بعد حرب “الرصاص المصبوب”، وساهمت في فضح الحصار المفروض منذ عام 2006.

مشروع فلسطين… تضامن أكاديمي وشبابي

من أبرز صور هذا التضامن تأسيس مجموعة “مشروع فلسطين” في جامعة تورينو عام 2015، عقب زيارة الباحث الفلسطيني عمر البرغوثي. المبادرة التي أطلقها طلاب من تخصصات مختلفة تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية أكاديميًا وتعزيز الوعي داخل المجتمع الجامعي الإيطالي.

كما كان للجاليات العربية، خاصة المصرية، في المدن الإيطالية دور محوري في رفع مستوى الوعي الشعبي وخلق بيئة داعمة للحقوق الفلسطينية، لا سيما بين أوساط الشباب والطلبة.

مظاهرات وتحدي للسياسات الرسمية

مع اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة، شهدت المدن الإيطالية موجات احتجاج شعبية، قادها نشطاء عرب ومصريون، وساندها شباب إيطاليون متحدّين السياسات الرسمية المنحازة لإسرائيل. واعتبر كثير من المشاركين أن حجم المأساة في غزة يمثل اختبارًا للضمير الإنساني العالمي.

الناشطة الإيطالية كيارا فورتوناتو، التي كانت من بين المشاركين في الفعاليات التضامنية، قارنت بين وضع إسرائيل اليوم ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقًا، مشيرة إلى أن الضغط الدولي المتصاعد يشكل أملًا حقيقيًا في التغيير، قائلة: “كلما زاد التضامن مع فلسطين، ارتفع منسوب الأمل في إنهاء الظلم”.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى