لبحث التعاون والتبادل الإعلامى.. وفد مجموعة جنوب الصين للإعلام يلتقى عدد من الصحفيين المصرين

بيان
في أجواء ودية تعكس عمق العلاقات المصرية الصينية، التقى اليوم الثلاثاء الموافق 20 مايو وفد إعلامي رفيع المستوى من مؤسسة “وكالة جنوب الصين للإعلام” التابعة لمجموعة تانفانغ للإعلام – كبرى المؤسسات الصحفية وأكثرها تأثيرًا في مقاطعة جواندونغ الصينية – بعدد من كبار الصحفيين والكتاب المصريين، وذلك بأحد فنادق القاهرة المطلة على نهر النيل.
جاء اللقاء في إطار تعزيز التعاون الإعلامي بين الجانبين، وبحث سبل تبادل المحتوى وتكثيف الزيارات المهنية والتعاون الفني، لا سيما مع صحيفة Southern Daily التابعة للمجموعة.
كما شهد اللقاء نقاشات معمقة حول آفاق الابتكار في التقارب الإعلامي، بما يتماشى مع تطورات العصر الرقمي، وسبل بناء جسور تواصل أوسع بين الإعلام المصري والصيني، دعمًا للتفاهم المشترك والتقارب الثقافي بين الشعبين.
مجموعة تانفانج للإعلام.. ما هى؟
مجموعة تانفانج للإعلام “Nanfang Media Group”.. عملاق الإعلام الصيني من قلب قوانغتشو، تُعد واحدة من أبرز الكيانات الإعلامية في الصين، وتتمتع بحضور قوي وتأثير واسع داخل البلاد وخارجها، انطلاقًا من مقرها الرئيسي في مدينة قوانغتشو (كوانغتشو) بمقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين.
تضم المجموعة تحت مظلتها عددًا من الصحف والدوريات واسعة الانتشار، من أبرزها:
Southern Metropolis Daily
Southern Weekly
21st Century Business Herald
Southern People Weekly
وأسهم التنوع التحريري لإصدارات المجموعة، في تعزيز موقعها كأحد أهم الأسماء في مجال النشر الصحفي داخل الصين، لتصبح من أشهر المؤسسات الإعلامية الصينية على الساحة العالمية.
ويعمل في المجموعة ما بين 5,000 إلى 10,000 موظف، مما يعكس ضخامتها وتعدد منصاتها ومجالاتها الصحفية، كما يُشير إلى بنيتها الإدارية والفنية المتطورة.
تمتلك مجموعة تانفانج للإعلام موقعًا إلكترونيًا رسميًا يقدّم خدمات إخبارية ومحتوى متجددًا عنوانه على شبكة المعلومات الدولية: http://www.nfmedia.com
وبحسب بيانات منصة لينكدإن، يرتبط بالمجموعة أكثر من 330 موظفًا ممن أدرجوا انتماءهم إليها على ملفاتهم المهنية، ما يبرز حضورها أيضًا على منصات التوظيف والتواصل المهني.
من خلال تاريخها الطويل وتنوع محتواها، تمثل مجموعة نانفانج للإعلام نموذجًا للمؤسسة الإعلامية الشاملة التي تجمع بين التغطية الإخبارية المتعمقة، والتحقيقات الصحفية، والتقارير الاقتصادية والثقافية، بما يتوافق مع تطلعات جمهورها المتنوع محليًا ودوليًا.
كلمة ممثل مجموعة تانفانغ الإعلامية
أعربت ممثل مجموعة تانفانغ الإعلامية الصينية، السيدة شيه مياو فنغ، نائب رئيس تحرير صحيفة تانفانج ديلى عن سعادتها بزيارة القاهرة، مشيدة بعراقة الحضارة المصرية وتلاقيها مع الحداثة، ومشيرة إلى التشابه الحضاري والثقافي بين مصر ومقاطعة قوانغدونغ الصينية.
وأوضحت “فنغ” أن زيارتها تأتي في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا، خاصة في مجالات الاقتصاد، والتجارة، والثقافة، والتواصل الشعبي، لا سيما بين قوانغدونغ ومصر.
وأشارت “فنغ” إلى عمق الروابط التاريخية بين البلدين، الممتدة لأكثر من ألفي عام، داعيًا إلى تعزيز التعاون الإعلامي باعتباره جسرًا للتقارب بين الحضارات، مؤكدة أن مجموعة نانفانغ، وهي أكبر مؤسسة إعلامية إقليمية في الصين، تسعى من خلال مركزها الدولي للاتصالات إلى توسيع التعاون مع الإعلام المصري، عبر إطلاق نسخة عربية من المنصة الإعلامية، وتطوير المحتوى المشترك، وتبادل الخبرات، بهدف تقديم روايات إنسانية واقتصادية وثقافية تعكس تطور العلاقات الصينية العربية.
وفي ختام كلمتها، دعت “فنغ” إلى بناء منصة إعلامية صينية-عربية مشتركة تنطلق من منطقة الخليج الكبرى، تُسهم في تعميق الفهم المتبادل بين الشعوب، وتعزيز الحوار الحضاري، واستخدام أدوات العصر الرقمي مثل الذكاء الاصطناعي لتحقيق إعلام تفاعلي حديث يخدم قضايا التعاون والتنمية المشتركة.
ولم تنس “فنغ” الإشارة إلى مناسبة اقتراب مهرجان قوارب التنين الصيني، مهنأة الجميع، متمنية دوام الصحة والتعاون المثمر بين الإعلاميين في الصين ومصر والدول العربية.
كلمة مسئولة العلاقات الخارجية بصحيفة “الصين اليوم”
وفى الكلمة التى ألقتها السيدة جيو فانج Guo Fang، مسؤولة العلاقات الخارجية بصحيفة الصين اليوم – تشاينا ويكلي مصر، رحّبت بالجضور من الصحفيين المصريين، ووفد صحيفة Southern Daily، مؤكدة عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين، ودور الإعلام في تعزيز التفاهم المشترك بين الشعبين.
وأشارت المتحدثة إلى أن صحيفة “مصر والصين” – باعتبارها الوسيلة الإعلامية الشاملة الوحيدة الناطقة بالصينية والحاصلة على مؤهلات النشر الرسمية في منطقة الشرق الأوسط – تأسست عام 2013 على يد نائب رئيس جمعية التبادل الثقافي المصري الصيني، وتكرّس عملها لبناء جسر حوار حضاري بين الصين ومصر والدول العربية.
وأضافت “فانج” أن الصحيفة شاركت في تغطية لحظات تاريخية بارزة، أبرزها المؤتمرين الوطنيين التاسع عشر والعشرين للحزب الشيوعي الصيني، كما حظي رئيسها ما تشيانغ باستقبال رسمي في مصر، في اعتراف بدورها كوسيط إعلامي وشريك في تعزيز التفاهم الثنائي.
وفي إطار مواكبة التحول الإعلامي، أطلقت الصحيفة في 2017 موقع “عناوين الشرق الأوسط” الإخباري، ليكون منصة ثنائية اللغة (صينية-عربية) تُعنى بالشأن السياسي والاقتصادي والثقافي، وتنشر أكثر من 5000 تقرير سنويًا، ما جعلها نافذة مهمة لفهم الصين في العالم العربي.
وقد نال تقريرها الخاص “لغة طريق الحرير الجديدة” إشادة رسمية خلال احتفالات العام الماضي بمرور 67 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأشارت “فانج” إلى أن الصحيفة – باعتبارها أول وسيلة إعلامية ناطقة بالصينية ذات ترخيص رسمي في الشرق الأوسط – تواصل جهودها في مد جسور الحوار الحضاري، من خلال التغطيات الإخبارية والتقارير الثقافية الثنائية، خاصة ضمن مبادرة “الحزام والطريق”.
كما عبّرت عن تطلعها لتعاون أوسع مع الصحيفة الصينية في مجالات تبادل المحتوى والزيارات المهنية والتقارب الإعلامي، مؤكدة أن اللقاء يمثل خطوة جديدة في توطيد الشراكة الإعلامية بين القاهرة وبكين.
الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني: الإعلام الشعبوي بوابة لفهم الجمهور
من الجانب المصري، استهل الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني – رئيس تحرير موقع بيان الإخباري، ومدير تحرير مجلة أكتوبر، ومؤسس ورئيس التحرير السابق لبوابة دار المعارف – كلمته، مستندًا إلى خبرته الواسعة في تأسيس وإدارة المنصات الصحفية والمواقع الإخبارية، ومركزًا على الجانب العملي والتطبيقي في العمل الإعلامي، سواء في إنتاج الرسالة الإعلامية، أو توصيلها إلى الجمهور المستهدف.
في البداية، رحّب عبد الغني بالسادة الحضور من الجانبين المصري والصيني، مشيدًا بأهمية اللقاء الذى يأتي في وقت يتطلب تعزيز الحوار الإعلامي البنّاء بين الحضارات، ثم قدّم عبد الغنى رؤية تحليلية حول جمهور المتلقين في المجتمعين العربي والمصري، مشيرًا إلى خصائص هذا الجمهور من حيث الثقافة والميول وأنماط الاستهلاك الإعلامي، خاصة في ظل تنامي دور وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها المصدر الرئيسي لتلقي المعلومات لدى قطاع واسع من جمهور المتلقين.
وأوضح عبد الغني أن الإعلام الشعبوي – المنتشر بكثافة على المنصات الرقمية ومواقع التواصل – يشكل القناة الأقرب والأكثر تأثيرًا في الشارع المصري والعربي، وهو الإعلام الذي يتسم بالبساطة، والتفاعل اللحظي، وسرعة الانتشار.
وفي هذا السياق، سلّط الكاتب الصحفى الضوء على الصورة الذهنية الحالية لجمهورية الصين لدى المصريين، مؤكدًا أن هذه الصورة ما تزال في حاجة إلى مزيد من الإيضاح والتطوير، خاصة في ظل محدودية الحضور الإعلامي الصيني الموجه إلى مصر والمجتمعات العربية بلغة تتناسب مع ثقافة المتلقي المحلي.
وانطلاقًا من ذلك، قدّم عبد الغني عددًا من النصائح العملية للجانب الصيني فيما يخص هندسة الرسائل الإعلامية، وآليات الوصول الفعّال إلى الجمهور المصري والعربي، مؤكدا أن مفتاح التأثير الحقيقي في المتلقي يكمن في أن يشعر بأن الرسالة تتحدث عنه وتعكس همومه وآماله، مضيفًا: “أحسن وسيلة للوصول إلى المتلقي هي أن تحدّثه عن نفسه، وأن يرى في الإعلام صورة من ذاته، وهمومه، وتطلعاته”.
وانتهى عبد الغنى إلى التأكيد على أن الوقت مناسب تماما لقبول الرسالة الإعلامية الصينية – إذا أحسن هندستها – فى ظل الانخفاض الكبير فى منسوب الثقة فى الإعلام الغربى، وروايته المنحازة للجانب ضد المصالح المصرية والعربية، وخاصة فى وقت تمر فيه المنطقة العربية والعالم بتغييرات خطيرة، وتحدث استقطابات حادة.
وأضاف عبد الغنى أن المصريين، على مستوى النخبة والعامة ينتظرون الكثير من الصديق الصينى فى دعم ونصرة قضاياهم، وقضية العرب الرئيسية، القضية الفلسطينية.

كلمة أحمد عبد الله: من الحضارة إلى الابتكار
في كلمته خلال الندوة، أكد الكاتب الصحفي أحمد عبد الله أن اللقاء يأتي في ظل تحولات عميقة يشهدها المشهد الإعلامي العالمي، حيث لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح صناعة استراتيجية تؤثر في صناعة القرار وصورة الدول أمام العالم.
وشدد عبد الله على أن التحالف الإعلامي المصري–الصيني، والذي يمتد ليشمل العالم العربي، يمثل نموذجًا نوعيًا للتعاون القائم على التفاهم الحضاري والمصالح المشتركة، مشيرًا إلى أهمية هذا التحالف في تعزيز التبادل الثقافي، ودعم التنمية الاقتصادية، ونقل الخبرات التقنية الصينية المتقدمة إلى الإعلام المصري والعربي.
وأضاف عبد الله أن هذا التحالف يمثل منصة لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، كالإرهاب والأخبار الزائفة، ويسهم في ترسيخ خطاب إعلامي يعزز التسامح والانفتاح.
كما أشار إلى دور مصر كمحور استراتيجي في المنطقة، وبوابة طبيعية للصين نحو العالم العربي وأفريقيا، مؤكدًا أن الإعلام يمكن أن يكون أداة فاعلة لتعظيم هذا الدور عبر إنتاج محتوى يعكس خصوصية الشعوب وقيمها الحضارية.
وفي السياق ذاته، دعا عبد الله إلى إطلاق منصات إعلامية رقمية مشتركة، وإنشاء مراكز أبحاث إعلامية وتكنولوجية، وتفعيل برامج تدريب وتبادل للكوادر الإعلامية بين الجانبين. كما اقترح الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة الإعلام، إلى جانب إنتاج محتوى مشترك يسلّط الضوء على مبادرات كبرى مثل الحزام والطريق ومشروعات التنمية في أفريقيا والشرق الأوسط.
وختم د. عبد الله كلمته بالتأكيد على أن التحالف الإعلامي المصري–الصيني–العربي لم يعد ترفًا، بل ضرورة استراتيجية تستجيب لطموحات الشعوب.

كما شهد اللقاء عدد من مداخلات الصحفيين الحاضرين من المهتمين والمتابعين للشأن الصينى: محمد لطفي من موقع مصراوي، وأميرة الشريف من موقع المشهد، وهدي المصري من مجلة روز اليوسف، واستعرضوا فى مداخلاتهم آفاق التعاون التى يمكن أن تساهم فى خلق نموذج إعلامى جيد، وتبادل إعلامى مثمر بين الجانب المصرى والصينى.

طالع المزيد: