اللواء مصطفى زكريا يكتب: أشرف زكي فنان في خدمة الناس قبل الفن

في زمنٍ أصبح فيه العمل النقابي عبئا ً يتجنّبه الكثيرون، ويكتفي بعضهم بالأدوار الشكلية والصور الرسمية، يبرز اسم الدكتور أشرف زكي كنموذج نادر لرجل اختار أن يُفني أكثر من نصف عمره في خدمة من يمثلهم، لا طلبًا لبريق أو شهرة، بل إيمانًا صادقًا بأن من يتقدم الصفوف لا بد أن يحمل الهم قبل أن يطلب الحق.
نقيب المهن التمثيلية ليس مجرد لقب إداري في بطاقة هوية، بل هو عند أشرف زكي التزام أخلاقي ومهني وشخصي تجاه كل فنان وفنانة، من نجم الشباك الأول حتى ممثل الأدوار الثانوية، من الراحلين الذين تحتاج أسرهم للتكريم والرعاية، إلى الشباب الذين يحلمون بفرصة تبدأ بها رحلتهم.
ما لا يعرفه كثيرون أن هذا الرجل، خلف الكواليس، يتحرك بصمت كجندي مجهول، يطرق أبواب الوزارات والمستشفيات والهيئات والمؤسسات، لا لمصلحته، بل ليحل أزمة، أو يسعى لعلاج، أو يبحث عن معاش كريم لفنان طواه النسيان. فكم من مرة كان أول من حضر وآخر من غادر في مواقف الوفاة أو المرض أو الأزمات… وكم من مرة سمعنا عن موقف حاسم له أنقذ فنانًا من ورطة، أو أعاد له حقًا، أو رفع عنه ظلمًا.
ليس غريبا ً إذن أن نجد في قاموسه اليومي ما لا يُحتمل من أعباء، ومع ذلك لا يتذمر. لا يُفرّق بين النجم والمبتدئ، بل لعل أصحاب الأدوار الصغيرة عنده هم الأكبر قدرًا في الواجب، لأنه يؤمن أن النقابة ليست نادٍ للأضواء، بل بيت يحتمي به الجميع، وأقوى ما فيه أن يُنصف من لا صوت له.

الدعوة اليوم ليست لتكريم الدكتور أشرف زكي فقط، بل لتأمل تجربته كنموذج يُحتذى به في العمل العام. دعوة لكل مسئول، نقابيا ً كان أو إداريا ً أو تنفيذيا ً، أن يعطي من وقته وجهده بقدر ما يعطي من وعود. أن يضع خدمة الناس قبل كل شيء، ويجعل من موقعه وسيلة للبناء لا مظلة للمكانة.
تحية تقدير وامتنان لرجل ما زال يُثبت كل يوم أن “الفن” ليس فقط على المسرح أو الشاشة، بل في أداء الأمانة، وفي نقاء النية، وفي خدمة الإنسان.
تحية لرجل يُمارس النقابة كما يجب أن تُمارس (إنصاف المظلوم، ورعاية المحتاج، وستر الغائب) .
نقيب المهن التمثيلية ليس لقباً عند أشرف زكي، بل التزامٌ أخلاقي ومهني تجاه كل فنان، من النجم حتى الممثل المغمور.
“الدعوة اليوم لتكريمه، نعم، ولكن الأهم أن نستلهم تجربته في كل موقع يخدم فيه المسئول الناس في نطاق مسئولياته.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى