خالد الجندي يوضح تاريخ المساجد قبل الإسلام

كتب – ياسين عبد العزيز
أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن وجود المساجد كأماكن عبادة سابقة لبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمر تؤكده النصوص القرآنية، مشيرًا إلى أن المساجد لم تكن حكرًا على العهد الإسلامي فقط، بل كانت أماكن مخصصة للتعبد والتقرب إلى الله منذ عصور سابقة، وإن اختلفت مسمياتها أو أشكالها في بعض الفترات التاريخية.
خالد الجندي يكشف إعجازا لغويا بالقرآن بكلمة من 11 حرفا
استشهد الجندي خلال مشاركته في حلقة خاصة من برنامج “لعلهم يفقهون” الذي يذاع على قناة “dmc”، بقصة أصحاب الكهف، مبيّنًا أن الآيات القرآنية التي وردت في سورة الكهف تعكس هذا المفهوم بوضوح، وخاصة الآية التي تقول: “قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً”، وأكد أن من اتخذ القرار ببناء المسجد عند الكهف هم أولي الأمر، أي أصحاب القرار والنفوذ في ذلك الوقت، ما يدل على أن بناء المساجد لم يكن غريبًا أو مستحدثًا في تلك العصور.
أشار الجندي إلى أن الذين طالبوا ببناء مسجد هم الفئة الغالبة من الناس، موضحًا أن الآية تعني أنهم كانوا أهل القرار والرأي، وأن المساجد كانت وسيلة لتخليد الذكرى وتقدير مكانة الصالحين.
وأضاف أن اختلاف الناس حول ما يجب فعله بعد وفاة أصحاب الكهف يعكس سنة الاختلاف والتعدد في وجهات النظر، لكن في النهاية حسم القرار أولي السلطة ببناء مسجد، وهو ما يؤكد أن المساجد كانت وسيلة للتعبير عن الإيمان ومكانًا لتلاقي المؤمنين منذ القدم.
وتناول الجندي تفسير الآية الأخرى “ربهم أعلم بهم” موضحًا أنها توجيه رباني بضرورة ترك بعض الأمور لحكمة الله، خاصة عندما تتعدد الآراء وتتشابك الرؤى، ورأى أن هذا يعكس وعيًا قرآنيًا بوجود حدود للمعرفة البشرية، وضرورة احترام غيب الله في بعض الأمور التي لا يملك الإنسان تفسيرًا قاطعًا لها.
في السياق ذاته، أكد الشيخ خالد الجندي أن وجود المساجد قبل الإسلام لا يعني التشابه الكامل مع دور المسجد في العهد النبوي، فالوظيفة التعبدية هي القاسم المشترك، لكن التفاصيل التنظيمية والدينية تطورت مع الرسالة المحمدية، بما يتناسب مع التشريع الإسلامي وشمولية الدور الذي أداه المسجد في حياة المسلمين.