د. محمد إبراهيم بسيوني يكتب: نحن والصين

بيان

حققت الصين خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية في صناعة السيارات، حتى باتت تُنتج نحو 41% من إجمالي الإنتاج العالمي، متفوقة على دول رائدة مثل اليابان وألمانيا. ولم يعد التفوق الصيني محصورًا في الكمية فقط، بل تجاوز ذلك إلى الجودة والتقنيات المتقدمة، خاصة في مجال السيارات الكهربائية والذكية.

الصين اليوم لا تكتفي بدور “مصنع العالم”، بل أصبحت تقود موجة الابتكار العالمي، وتعيد تشكيل موازين القوى الاقتصادية والتكنولوجية.

هذا المشهد المتغير يفرض علينا كعرب تساؤلات مصيرية: أين نحن من هذا التحول؟ هل سنظل على الهامش، مستهلكين فقط، ننتظر ما يُنتج في الخارج؟ أم آن الأوان لننتقل من ثقافة الاستيراد إلى ثقافة الإنتاج؟ من الاتكال إلى الاكتفاء؟ من التلقي إلى الابتكار؟.

لدينا العقول، ولدينا الموارد، لكننا بحاجة إلى إرادة سياسية جادة، واستراتيجيات علمية بعيدة المدى، واستثمار حقيقي في الإنسان، في التعليم، في البحث العلمي، وفي الصناعات الوطنية. التأخر لم يعد خيارًا، فكل يوم تأخير هو خطوة إلى الوراء، بينما العالم يتحرك بخطى واثقة نحو المستقبل.

إن بناء نهضة صناعية عربية لم يعد ترفًا، بل أصبح ضرورة وجودية، إن أردنا أن نحجز لنا مكانًا في عالم الغد، لا أن نُترك على هامشه.

اقرأ أيضا للكاتب:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى