عادل أبو طالب المغازى يكتب: الهمجية الإسرائيلية في التعامل مع الوفود الدبلوماسية

بيان
هذا ليس بجديد على قادة الكيان الإسرائيلي في تعاملهم مع المبعوثين الدوليين، فقد قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من أفراد البعثات الأممية والصحفيين.
وما حدث مع العاملين في الأونروا ليس ببعيد، من اتهامات وتهديدات، وطال ذلك كثيرًا من الشخصيات التي تحميها المعاهدات والمواثيق الدولية، دون أي مبالاة من قادة الكيان الإسرائيلي، ونتنياهو تحديدًا، ودون أن يحرك العالم ساكنًا.
وفيما يتعلق ببيان اليوم، الصادر عن الجانب الإسرائيلى هناك تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية، من واقع البيان ذاته.
ففي حادثة إطلاق النار أمس الأربعاء على 25 سفيرًا وقنصلًا، بينهم السفير المصري في فلسطين، أعلن الجيش الإسرائيلي عن أسفه لإطلاق جنوده أعيرة (تهديدية)، قال إنها (تحذيرية)، أثناء دخول وفد دبلوماسي أجنبي إلى مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، زاعمًا أن الوفد “انحرف عن المسار المحدد له”، وقال: “عند تنسيق الدخول، تم منح أعضاء الوفد مسارًا معتمدًا يجب اتباعه نظرًا لوجودهم في منطقة قتال نشطة”.
ثم يناقض الجيش الإسرائيلي نفسه فيقول، بعد الحادثة: “اتضح أن الحديث يدور عن وفد دبلوماسي”، فقام قائد فرقة الضفة الغربية، العميد ياكي دولف، بالتحقيق في الحادثة على الفور، وأمر قائد الإدارة المدنية، العميد هشام إبراهيم، ضباط الوحدة بالتحدث فورًا مع ممثلي الدول، وسيُجري قريبًا محادثات شخصية مع الدبلوماسيين، ويطلعهم على نتائج التحقيق الأولي الذي أُجري في الموضوع.
والواضح من مفردات البيان أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم أن الوفد دبلوماسي، وحدد لممثل الوفد مسارًا بعيدًا عن منطقة النشاط الحربي، ثم يناقض نفسه بالقول إنه لم يكن يعلم أن الوفد دبلوماسي. فكيف تم تحديد المسار مع ممثل الوفد؟
وإن لم يكن هذا تهديدًا مقصودًا، فإن التحليل الأقرب هو أن الجيش الإسرائيلي تفاجأ بدخول الوفد مناطق لم يكن قد حددها له، وهي مناطق تقع فيها مجازر ومآسٍ لا يريد للعالم أن يعرف عنها شيئًا. أو أن الجيش الإسرائيلي يرسل رسالة تهديد صريحة وواضحة للدبلوماسيين مستقبلًا، بأن من يفكر في تكرار ذلك فمصيره القتل، خاصة في ظل تضافر الجهود الدولية المبذولة حاليًا لحل الدولتين.
وقد ضم الوفد سفراء من مصر، والأردن، وتركيا، وإسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك، وسريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وعدد من ممثلي الدول الأخرى.
يُذكر أن وفدًا دبلوماسيًا من الوزارات العربية والأجنبية قد زار مقر محافظة جنين، للوقوف على آثار العدوان على مرافق الحياة في المدينة، والخسائر التجارية، وتدمير البنية التحتية، بالإضافة إلى أوضاع 22 ألف نازح أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم في المخيم. وقد اطّلع الوفد على أوضاع المدينة والمخيم، وقدم المحافظ شرحًا مفصلًا حول الوضع الاقتصادي لمدينة جنين.