أحدثها كان لـ “رامافوزا”: الكمائن التي ينصبها ترامب للرؤساء والقادة فى المكتب البيضاوي

بيان

نشر موقع “أكسيوس” الأمريكى تقريرًا مثيرًا حول ما وصفه بـ”الكمائن السياسية” التي ينصبها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، داخل المكتب البيضاوي، وكان أحدث ضحاياها رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، الذي تعرض – بحسب التقرير – لـ”معاملة زيلينسكي” مع إضافات خاصة هذه المرة.

لقاء محفوف بالمخاطر

في عهد ترامب، لم يعد دخول البيت الأبيض مجرد فرصة ثمينة لكسب وُدّ الرئيس الأمريكي أو تعزيز الصورة السياسية محليًا، بل أصبح اللقاء ينطوي على احتمال التعرّض لمفاجآت مُحرجة أو حتى إهانة علنية أمام الكاميرات.

زيارة رامافوزا الأخيرة لواشنطن جسّدت هذا التحول بوضوح، إذ استُقبل بحفاوة ظاهرية قبل أن يُفاجَأ بعرض مصوّر فجائي واتهامات مبطّنة.

خلفية الأزمة

رامافوزا جاء إلى واشنطن في محاولة لإعادة ضبط العلاقات المتوترة مع إدارة ترامب، بعد أن تبنّى الأخير مزاعم “إبادة جماعية بيضاء” في جنوب إفريقيا، وهي اتهامات رُوّج لها من قِبل إيلون ماسك وآخرين، ما دفع ترامب إلى قطع المساعدات، وطرد السفير الجنوب إفريقي، ومنح أولوية للبيض الجنوب إفريقيين للحصول على حق اللجوء.

في سعيه لتلطيف الأجواء، أحضر رامافوزا اثنين من أساطير الغولف في بلاده – إيرني إلس وريتف غوسن – إلى اللقاء، لكن ذلك لم يكن كافيًا على ما يبدو، خاصة مع حضور إيلون ماسك ضمن الحضور.

اللحظة الفاصلة

بدأ اللقاء بشكل ودي، حيث أثنى رامافوزا على ترامب، وردّ الأخير بوصفه بـ”محترم في بعض الأوساط”. لكن بعد نحو 20 دقيقة، وعندما تحدّث رامافوزا عن أهمية “الاستماع لقصص الجنوب إفريقيين لفهم الصورة كاملة”، قرر ترامب أن يُفجّره بـ”الفيديو الصدمة”.

أمر بإطفاء الأنوار، وبدأ عرض فيديو يحمل عنوانًا صادمًا: “اقتل.. المزارع الأبيض”.

احتوى الفيديو على مقتطفات تحريضية من سياسيين متطرفين – يعارضهم رامافوزا أساسًا – تتضمن دعوات للعنف ضد البيض، تلاه استعراض مطوّل لقصاصات أخبارية عن حوادث عنف مشابهة.

المسرح السياسي المباشر

لمدة نصف ساعة، ظلّت الكاميرات تدور، فيما بدا ترامب ممسكًا بزمام المشهد تمامًا، بينما حاول رامافوزا الحفاظ على رباطة جأشه بابتسامات متوترة. وعندما انتهى العرض، بدأ الاجتماع الرسمي، لكن الأضواء الإعلامية كانت قد التقطت كل ما يُراد ترويجه.

الصورة الأوسع

يقول “أكسيوس”: لا تزال هناك بعض المكاسب الممكنة من زيارة البيت الأبيض في عهد ترامب، إذ تمكن بعض القادة – مثل الكندي مارك كارني – من الحفاظ على موقف متوازن، بينما اختار آخرون كالرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مزيجًا من المجاملة والضغط لمحاولة التأثير في مواقف ترامب بشأن التجارة وأوكرانيا.

لكن تكرار الحوادث – من زيلينسكي إلى رامافوزا – يُشير إلى نمط آخذ في التكرار، وليس مجرد صدفة دبلوماسية.

وفى النهاية فأن زيارة ترامب في مكتبه البيضاوي لم تعد مجرّد لقاء رسمي، بل تجربة سياسية تحمل احتمالات الخطر والمهانة، وعلى القادة الدوليين أن يُفكّروا مرتين قبل أن يقبلوا الدعوة أو: “ادخل على مسؤوليتك الخاصة.”

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى