الأمم المتحدة ترفض التعاون معها.. “مؤسسة إغاثة غزة” ما هي.. ومن يقف خلفها؟

بيان
وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة واستمرار الحرب الدامية، ظهرت إلى العلن مؤسسة جديدة تحمل اسم “مؤسسة إغاثة غزة”، مدعومة من الولايات المتحدة، من المفترض أن تبدأ عملياتها نهاية مايو الجاري لتوزيع المساعدات، لكن هذه الخطة تواجه رفضًا صريحًا من الأمم المتحدة، التي ترى أن المؤسسة لا تفي بمعايير الحياد والنزاهة والاستقلالية.
ما هي “مؤسسة إغاثة غزة”؟
تأسست “مؤسسة إغاثة غزة” في فبراير 2025 بمدينة جنيف السويسرية، بحسب السجل التجاري المحلي، وتُقدَّم على أنها كيان إنساني مستقل، لكن تقارير كشفت عن دعم أمريكي مباشر للمؤسسة، وتعاونها مع شركتين أمريكيتين متخصصتين في الأمن واللوجستيات، هما “UG Solutions” و”Safe Reach Solutions”.
ووفق مصادر مطلعة، تلقت المؤسسة وعودًا بتمويل يتجاوز 100 مليون دولار، دون أن يُكشف رسميًا عن الجهات الممولة. وتسعى المؤسسة لإنشاء نقاط توزيع آمنة في غزة، تبدأ بأربعة مواقع، منها ثلاثة في الجنوب وواحد في الوسط، مع خطط للتوسع لاحقًا شمال القطاع.
ما هدف المؤسسة؟ وكيف ستعمل؟
تهدف المؤسسة إلى استلام المساعدات من المعابر، ونقلها من خلال مقاولين أمنيين إلى مواقع التوزيع، حيث يتم تسليمها مباشرة للمدنيين عبر فرق إنسانية مدنية. وأكدت المؤسسة أنها لن تدعم أو تشارك في أي عملية تهجير قسري، ولن تشارك معلومات شخصية مع إسرائيل، كما تعهدت بأن الجيش الإسرائيلي لن يتواجد بالقرب من مواقع التوزيع.
غير أن مراقبين يرون أن السماح للمؤسسة بالعمل وسط تسهيلات إسرائيلية، يثير شكوكًا حول طبيعتها “المستقلة”، خاصة في ظل رفض الأمم المتحدة التعاون معها.
لماذا ترفض الأمم المتحدة التعاون
تؤكد الأمم المتحدة أن الخطة المقترحة لا تفي بمبادئ العمل الإنساني الأساسية. وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن الخطة تمهد لمزيد من النزوح، وتربط إيصال المساعدات بأهداف سياسية وعسكرية، كما أنها تستثني مناطق شاسعة من غزة وتعزز التجويع كسلاح ضغط.
وتصر الأمم المتحدة على أن وكالة “الأونروا” تظل الجهة الأكثر كفاءة وخبرة في عمليات الإغاثة في القطاع، رغم الانتقادات الإسرائيلية للوكالة واتهام موظفيها بـ”التحريض والمشاركة في أنشطة إرهابية” – وهي اتهامات تخضع حاليًا للتحقيق.
ما خلفيات ظهور هذه الخطة؟
منذ 2 مارس، منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى غزة، متهمة حماس بالاستيلاء عليها، وهو ما تنفيه الحركة. ووسط تصاعد الضغط الدولي، اقترحت إسرائيل “آلية مراقبة منظمة” للمساعدات، رفضها الأمين العام للأمم المتحدة، معتبرًا أنها تفتح الباب أمام تحكم مفرط في كل “سعرة حرارية تصل إلى المدنيين”.
وبينما تشير تقارير دولية إلى أن نصف مليون غزيّ مهددون بالمجاعة، دعمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة المؤسسة الجديدة، كحل بديل يتيح تدفق المساعدات ضمن آلية أميركية – إسرائيلية.
ما الوضع الحالي للمساعدات الإنسانية في غزة؟
رغم العقبات، تؤكد الأمم المتحدة أن آليتها السابقة لتوزيع المساعدات – التي كانت قائمة خلال وقف إطلاق النار – ما زالت فعالة ويمكن العودة إليها فور توفر الظروف، وتشمل إدخال المساعدات بعد الفحص الإسرائيلي، ثم استلامها وتوزيعها عبر فرق الأمم المتحدة.
ويقول المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك: “لا نحتاج إلى اختراع العجلة من جديد، بل إلى تسهيل العمل الإنساني القائم بدلًا من فرض شريك جديد يحد من استقلالية عملياتنا”.
ويطالب مسؤولو الأمم المتحدة إسرائيل بفتح معابر جديدة، وتسهيل إجراءات الدخول، ووقف الهجمات على قوافل المساعدات، والسماح بإدخال مواد أساسية كالغذاء والوقود والرعاية الصحية.