كتب: ياسين عبد العزيز

روى الحاج الليبي عامر المهدي تفاصيل رحلته المثيرة لأداء فريضة الحج انطلاقًا من مطار سبها الدولي جنوبي ليبيا، بعد أن واجه موقفًا صعبًا كاد أن يحرمه من السفر إلى الأراضي المقدسة.

تحديد غرة ذي الحجة فلكياً الأربعاء المقبل

بدأ الحاج عامر رحلته بعقبة أمنية غير متوقعة عندما تم منعه من الصعود إلى الطائرة بسبب مشكلة تتعلق بجواز سفره، حيث اعتبر قائد الطائرة أن تأخره غير مبرر ورفض السماح له بالصعود رغم وصوله إلى المطار.

أصر عامر المهدي على البقاء في محيط المطار رغم مغادرة الطائرة، مؤمنًا أن حج هذا العام سيكون من نصيبه، ومع تعطل الطائرة فنيًا للمرة الأولى بعد إقلاعها، اضطرت للعودة إلى أرض المطار لإجراء إصلاحات عاجلة، ورغم تدخل الأطقم الفنية لإصلاح العطل، لم تفلح المحاولات الأولى، فعادت الطائرة مرة ثانية إلى المطار لتكرار عملية الصيانة.

مع تكرار العطل، بدأ الحديث يتصاعد داخل الطائرة وبين أفراد الطاقم حول السبب الحقيقي وراء هذا التعطل المتكرر، ليربط البعض بين الحادثة ورفض السماح للحاج عامر بالصعود، وكان من بين هؤلاء قائد الطائرة الذي فاجأ الجميع بقراره عدم الإقلاع مجددًا إلا بعد السماح للحاج عامر بالصعود برفقة الركاب، وبعد السماح له بالصعود، أقلعت الطائرة دون مشاكل ووصلت إلى مطار المملكة العربية السعودية بسلام، وعلى متنها الحاج الذي ينتمي إلى قبيلة القذاذفة الليبية.

روى الحاج عامر لاحقًا تفاصيل الحديث الذي دار بينه وبين مدير أمن مطار سبها، الذي أكد له صعوبة صعوده بسبب تعليمات قائد الطائرة، لكن عامر أبدى تمسكًا واضحًا بحقه في أداء الفريضة، فظل منتظرًا دعاءه بأن تُفتح له أبواب الرحلة، وهو ما تحقق فعليًا، وأكد أنه لم يفقد الأمل في إمكانية اللحاق بالطائرة، وظل على يقين بأنه سيصل إلى مكة هذا العام.

نشرت الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة في ليبيا مقطع فيديو يوثق لحظة وصول الحاج عامر إلى السعودية، وتحدث فيه عن العقبات التي واجهها في المطار وتمسكه بأداء فريضة الحج، هذا الفيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وأثار ردود فعل واسعة داخل ليبيا وخارجها، حيث اعتبر كثيرون أن هذه الواقعة تحمل رسائل إيمانية ودلالات إنسانية حول الصبر والتشبث بالنية الصادقة.