هل تنجح الدعوات الأوروبية لمعاقبة إسرائيل فى وقف “الإبادة الجماعية” في غزة والاعتراف بفلسطين؟

مصادر – بيان
في مشهد دولي حافل بالتحذيرات والتحركات الدبلوماسية، انعقد في العاصمة الإسبانية مدريد اجتماع المجموعة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة، مع مجموعة مدريد وعدد من ممثلى الدول الأوروبية، وذلك فى في إطار ما وصفته إسبانيا بـ”الضرورة الأخلاقية والسياسية” لوقف الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة، وللدفع نحو مسار سلام حقيقي يستند إلى حل الدولتين.
عقوبات مرتقبة وتجميد مبيعات الأسلحة
ناقش المشاركون مجموعة من الخيارات العملية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عملياتها العسكرية، كان من أبرزها:
-
فرض عقوبات على إسرائيل، سواء عبر الاتحاد الأوروبي أو من خلال العقوبات الفردية الوطنية.
-
منع بيع الأسلحة لإسرائيل، حيث أكد أحد المتحدثين أن “الشرق الأوسط هو آخر مكان يحتاج إلى المزيد من الأسلحة في الوقت الراهن”.
-
محاسبة كل مسؤول سياسي إسرائيلي يعرقل الوصول إلى حل سياسي، وبالأخص من يرفض حل الدولتين.
مساعدات إنسانية دون تدخل إسرائيلي
وأكد المجتمعون على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وحيادي إلى غزة، بعيدًا عن السيطرة الإسرائيلية، في خطوة تهدف إلى التخفيف من الكارثة الإنسانية التي تهدد أرواح مئات الآلاف من المدنيين.
مفتاح الحل
وشدد الحاضرون على أن الاعتراف بدولة فلسطين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، حيث قال أحد المسؤولين الأوروبيين:
“علينا أن نرسم خطًا واضحًا يبرز أهمية حل الدولتين، فهذا هو الطريق لضمان الأمن لجميع شعوب المنطقة.”
كما أشار المسئول الأوروبى إلى أن استمرار الاقتصار على دول صغيرة مثل آيسلندا في الاعتراف بفلسطين “ليس منطقيًا”، ودعا إلى تحرك جماعي وواسع النطاق من قبل الدول الأوروبية.
إسبانيا تقود الدفة
وفي رسالة واضحة، أكد وزير الخارجية الأسبانى أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث في غزة، مشيرة إلى أنها ستواصل جهودها الدبلوماسية الإقليمية والدولية لمنع تحول القطاع إلى “مقبرة جماعية كبرى”، بحسب تعبيره.
سياق متصاعد
يأتي هذا التحرك في وقت تتزايد فيه الأصوات الأوروبية المطالبة بكبح العدوان الإسرائيلي، وإعادة فتح المسار السياسي للقضية الفلسطينية، خصوصًا مع تعثر الجهود الأمريكية وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
ويشير هذا اللقاء إلى بداية تحول جدي في الخطاب الأوروبي، من التنديد إلى اتخاذ إجراءات عملية، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وعجز المجتمع الدولي عن وقف نزيف الدم المستمر.