محمد أنور يكتب: الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه (2 من ٥) .. معركة صفين

بيان
يخطب الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، ليلة هذه المعركة يقول: ألا إنكم ملاقو القوم غدا، فاطيلوا الليلة قيامكم وصلاتكم، واكثروا من تلاوة القرآن، وسلو الله الصبر والعفو والعافية.
ويكتب إلى عمرو بن العاص الذي إنحاز لصف معاوية بن أبي سفيان، وبات يشكل خطرا حقيقيا على الإمام، ولا شك في أن الإمام كان لا يستميله ولا يعجبه السلاح الذي كان يكسب به الأنصار، بل يقضي عمره لنصرة الحق بلا مساومة ولا مجاملة، يناشد تقوى الله عز وجل لا غير، ويقول له:( من عبد الله على أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص، أما بعد، فإن الدنيا مشغلة عن غيرها، وصاحبها مقبور فيها ومنهوم عليها، لم يصب منها شيئا قط، إلا فتحت له حرصا، وإلا أدخلت عليه مؤوته تزيده رغبة فيها، ولن يستغنى صاحبها بما نأله عما لم يبلغه، ومن وراء ذلك فراق ما جمع والسعيد من وعظ بغيره، فلا تحبط أمرك أبا عبد الله، ولا تجارين معاوية عمط الناس، وسفه الحق).
يخرج من صفوف المشركين في غزوة أحد، أبو سعد بن أبي طلحة، وينادى عليا ليبارزه، ويخرج على إليه ويتلاقين في مبارزة حامية، ويتمكن منه سيف علي بضربة تطرحه أرضا، ويتلوى من الألم، وبينما يتهيأ على ليجهز عليه بضربة قاضية، يتحسر جلباب الرجل فتنكشف عورته، فيغمض على رضى الله عنه عينيه، ويغض بصره، ويثنى إليه سيفه، ويعود إلى مكانه في الصف.
ويظهر قبل ذلك في غزوة بدر ويظهر الإمام، وعمه حمزة رضي الله عنهما، من الجلد والمقدرة والبطولات ما يبهر العقول، هذا الفتى الذي كان يمدحه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا على.