كتب – علي سيد

شهد الدوري المصري الممتاز لموسم 2024-2025 ظاهرة لافتة تؤكد على غياب التأثير الحاسم للكرات الثابتة لدى أغلب أندية البطولة، حيث اقتصرت الأهداف المسجلة من هذه الكرات على ثلاثة فرق فقط طوال الموسم، في مؤشر واضح على تراجع استغلال أحد أبرز مفاتيح اللعب في كرة القدم الحديثة.

انتقال عمرو الجزار مدافع غزل المحلة إلى النادي الأهلي

ويأتي النادي الأهلي في مقدمة هذه الفرق بعدما أثبت لاعبوه براعة كبيرة في تحويل الكرات الثابتة إلى أهداف مؤثرة، في وقت غاب فيه كل من الزمالك وبيراميدز عن هذا المشهد رغم المنافسة المحتدمة على لقب الدوري.

تصدّر الأهلي المشهد بفضل تسجيله ثلاثة أهداف من كرات ثابتة، كان أبرزها من نصيب مهاجمه الفلسطيني وسام أبو علي، الذي قدّم أداءً هجوميًّا لافتًا رغم مشاركته في 15 مباراة فقط، وتمكن من إحراز هدفين بهذه الطريقة.

كما ساهم المدافع المغربي يحيى عطية الله بهدف ثالث، ليؤكد الفريق الأحمر قدرته على استثمار هذه الكرات سواء من الركلات الحرة أو الزوايا، ما يعكس وجود خطط تكتيكية مدروسة من الجهاز الفني في هذا الجانب.

وفي المركز الثاني، حلّ فريق مودرن سبورت الذي سجل هدفين من كرات ثابتة أيضًا، أحرزهما اللاعبان وليد فرج ومحمد هلال، ليُظهر الفريق قدرة نسبية على استثمار هذه المواقف، وإن كانت غير كافية لتصنيفه ضمن الفرق الأعلى تهديفًا بشكل عام.

أما الفريق الثالث الذي تمكن من تسجيل هدف وحيد من كرة ثابتة فهو المصري البورسعيدي، وجاء الهدف عبر مهاجمه جون أوكوي إيبوكا الذي خاض 12 مباراة مع الفريق، ما يُبرز أهمية المهاجمين القادرين على اقتناص هذه الفرص المحدودة.

ويواصل الدوري المصري تصاعده الدرامي حتى جولته الأخيرة، المقررة الأربعاء المقبل، والتي ستشهد أربع مواجهات حاسمة، أبرزها لقاء الأهلي مع فاركو، وبيراميدز أمام سيراميكا كليوباترا، وهي مواجهات ستحدد هوية بطل الموسم في ظل احتدام المنافسة بين القطبين، حيث يعتلي الأهلي جدول الترتيب برصيد 55 نقطة، متقدمًا بنقطتين فقط عن بيراميدز صاحب المركز الثاني بـ53 نقطة.

وكانت رابطة الأندية المصرية المحترفة قد أعلنت رسميًا إلغاء الهبوط هذا الموسم، في قرار مفاجئ تزامن مع النظام الاستثنائي للدوري، الذي شمل تقسيم الدور الثاني إلى مجموعتين: مجموعة التتويج ومجموعة تفادي الهبوط، قبل أن يتم حسم الترتيب النهائي في ختام الجولة الأخيرة.

كما أعلنت الرابطة اعتماد زيادة عدد الفرق إلى 21 فريقًا بدءًا من الموسم المقبل، في خطوة تعكس نية الاتحاد في توسيع قاعدة المنافسة وتطوير شكل البطولة.

رغم الغياب الملفت للزمالك وبيراميدز عن قائمة المسجلين من الكرات الثابتة، تبقى هذه الظاهرة دافعًا قويًا أمام الفرق لتحسين عملها التكتيكي، في ظل ما تقدمه هذه الكرات من فرص ثمينة لحسم النتائج في مواجهات صعبة، وهو ما يُجيده الأهلي بوضوح، مما منحه أفضلية واضحة في سباق الصدارة هذا الموسم.