اتصالات مباشرة بين إسرائيل وسوريا بوساطة سرية: محادثات لخفض التوتر وتفادي الحرب
كتب: أشرف التهامي
كشفت وكالة “رويترز” في تقرير خاص، أن إسرائيل وسوريا تُجريان اتصالات مباشرة عبر قناة سرية تهدف إلى تهدئة التوترات ومنع الصدامات على الحدود، في خطوة غير مسبوقة منذ عقود من العداء بين الجانبين. وقالت خمسة مصادر مطلعة إن لقاءات وجهاً لوجه عُقدت بين ممثلين عن البلدين خلال الأسابيع الأخيرة، ضمن محادثات تركّز حاليًا على منع الحرب، وقد تمهد لاحقًا لتفاهمات سياسية أوسع.
وتأتي هذه الاتصالات في ظل ضغوط أمريكية تُمارس على الطرفين، وتشجيع من واشنطن للحكام الإسلاميين الجدد في دمشق على الانخراط في علاقات مع إسرائيل، في حين خفّضت تل أبيب من وتيرة غاراتها الجوية على الأراضي السورية. وتشير المصادر إلى أن القناة السرية بين الطرفين بدأت تتبلور عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، على يد “هيئة تحرير الشام” المدعومة تركيًا وقطريًا، وبتنسيق إسرائيلي وموافقة أمريكية، بحسب مصدرين سوريين، ومصدرين غربيين، وآخر استخباراتي إقليمي.
على الجانب السوري، يقود المفاوضات أحمد الدالاتي، المسؤول الأمني البارز الذي تم تعيينه محافظًا للقنيطرة على الحدود مع الجولان، ثم مسؤولًا أمنيًا في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، في تطور لافت يعكس الثقة التي يحظى بها داخل النظام الجديد.
ورغم عدم معرفة هوية المسؤولين الإسرائيليين المشاركين في المحادثات، إلا أن مصدرين رجّحا أنهم من كبار الأجهزة الأمنية. وأكدت ثلاثة مصادر أن اللقاءات شملت جولات عدة، بعضها جرى في مناطق تسيطر عليها إسرائيل قرب الحدود.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية الإسرائيلية أو الجانب السوري حتى الآن، وسط تكتم شديد على تفاصيل المحادثات، في ظل الحساسيات السياسية والأمنية المحيطة بالعلاقات بين الجانبين.
