الرئيس الإندونيسي: مستعدون لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشرط الاعتراف بدولة فلسطين

مصادر – بيان

 في موقف لافت يعكس تحوّلاً دبلوماسيًا مشروطًا، أعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الأربعاء، استعداد بلاده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها، بشرط أن تعترف تل أبيب بدولة فلسطينية مستقلة، حسب موقع “واى نت ” الإسرائيلى.

وجاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاصمة الإندونيسية، على هامش زيارة الأخير قبيل انعقاد مؤتمرين تقودهما فرنسا الشهر المقبل، أحدهما في باريس والثاني في نيويورك، ويهدفان إلى الدفع نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، وأيضًا الاعتراف بإسرائيل من قبل دول عربية.

ونقال “واى نت” عن الرئيس الأندونيسى قوله : “بمجرد أن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين المستقلة، سنكون مستعدين للاعتراف بها وإقامة علاقات دبلوماسية. حل الدولتين وحرية فلسطين هما السبيل الوحيد نحو سلام حقيقي”.

وأضاف: “من حق إسرائيل أن تعيش كدولة ذات سيادة، ويجب ضمان أمنها”.

من جانبه، شدد ماكرون على التزام بلاده بدفع حل الدولتين، مشيرًا إلى أنه “لا يوجد ازدواج في المعايير” في سياسة فرنسا تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومؤكدًا أن “الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار الدائم في المنطقة”.

مؤتمرات دولية لدفع الاعتراف المتبادل

المؤتمر الأول سيُعقد في باريس بين 12 و14 يونيو، وسيركز على قضايا السلام والأمن والاعتراف المتبادل بين إسرائيل وفلسطين. أما المؤتمر الثاني فسيُعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بين 17 و20 يونيو، بدعم مشترك من فرنسا والسعودية، وهدفه الضغط من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ورغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه المؤتمرات ستسفر عن اعتراف رسمي من الدول العربية بإسرائيل أو بفلسطين، إلا أن دبلوماسيين وخبراء غربيين يرون أن ماكرون يميل شخصيًا إلى دعم الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما قد يزيد من حدة التوتر مع الحكومة الإسرائيلية.

توتر متصاعد بين باريس وتل أبيب

يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر بين فرنسا وإسرائيل، بعد أن وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات لاذعة لماكرون قبل أسبوعين، متهماً إياه بالانحياز لـ”منظمة إرهابية إسلامية قاتلة”، إثر انتقاد الرئيس الفرنسي للسياسات الإسرائيلية التي أدت إلى “ترك نصف مليون إنسان يواجهون الجوع – في مشهد مُخزٍ”، بحسب وصفه.

إندونيسيا وتضامنها مع غزة

وفي سياق متصل، أعرب سوبيانتو قبل شهرين عن استعداد بلاده لاستقبال جرحى فلسطينيين من غزة، وقال إن إندونيسيا مستعدة لإرسال طائرات لإجلاء نحو ألف مصاب، مع إعطاء الأولوية للأطفال الأيتام والضحايا المصابين بصدمات نفسية، مؤكدًا أن إقامتهم ستكون مؤقتة إلى حين تحسّن الأوضاع في القطاع.

كما أبدى الرئيس الإندونيسي استعداد بلاده لإرسال قوات حفظ سلام إلى غزة في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واصفًا مبادرة تبادل الأسرى والهدنة بأنها “خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح”. وأكد ضرورة فتح تحقيق شامل في أعمال العنف التي تشهدها مدينة رفح جنوب القطاع.

الرأي العام الإندونيسي يرفض التطبيع

ورغم المحادثات السرية السابقة التي كشفت عنها تقارير قبل عام حول احتمال تطبيع العلاقات مقابل عدم اعتراض إسرائيل على انضمام إندونيسيا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فإن الحرب الأخيرة في غزة فجّرت موجة احتجاجات ضخمة في جاكرتا، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تُدين الاحتلال، وتصف إسرائيل بـ”الدولة الإرهابية”، فيما صوّروا نتنياهو بقرون الشيطان.

وتعهدت المنظمات الإسلامية في البلاد بدعم الشعب الفلسطيني ومواصلة الضغط من أجل وقف إطلاق النار. كما نظّم مسؤولون حكوميون، بمن فيهم وزراء وبرلمانيون ورجال دين، مظاهرة كبرى في نوفمبر الماضي لدعم فلسطين، تحت شعار “التحالف الشعبي الإندونيسي لحماية فلسطين”.

كانت واضحة

تصريحات الرئيس الأندونيسى كانت واضحة، وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وغياب موقف دولي حاسم، يبدو أن إندونيسيا، كأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، تسعى للعب دور فاعل سياسيًا وإنسانيًا، من خلال ربط التطبيع مع إسرائيل بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين، في رسالة مزدوجة للمجتمع الدولي: لا سلام دون عدالة، ولا تطبيع دون حرية لفلسطين.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى