معارض من حزب الرئيس: مشروع ترامب العظيم دعاية كاذبة ومنفصل تمامًا عن الواقع

مصادر – بيان

في وقت يسعى فيه قادة مجلس الشيوخ الأميركي لإحداث تغييرات على مشروع قانون الإنفاق والضرائب الواسع الذي يتبناه الرئيس السابق دونالد ترامب، يتصدر السيناتور الجمهوري من ولاية ويسكونسن، رون جونسون، جبهة المعارضة داخل حزبه، مستعينًا بالبيانات والعروض التقديمية وظهوره المكثف في وسائل الإعلام لفضح ما يصفه بالتأثيرات الكارثية لمشروع القانون على عجز الموازنة.

جونسون، الذي كاد أن يتخلى عن الترشح لولاية ثالثة عام 2022، لا يبدو أنه يخشى العواقب السياسية لموقفه، فهو يرى أن هذه المعركة قد تشكل جزءًا من إرثه السياسي، خاصة وأنه بدأ مسيرته بانتصار مفاجئ على سيناتور ديمقراطي مخضرم عام 2010.

وفي تصريح لموقع Semafor قال جونسون: “ترشحت عام 2010 لأنني كنت مذعورًا على مستقبل هذا البلد. واليوم، أنا أكثر ذعرًا. هناك الكثير مما يعجبني في أداء ترامب، وأنا من أكبر مؤيديه، لكن هذا المشروع المسمى ‘مشروع ترامب العظيم’؟ إنه دعاية كاذبة، ومنفصل تمامًا عن الواقع”.

جونسون انتقد بشكل خاص العجز المتزايد في الموازنة، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يبلغ 2.2 تريليون دولار هذا العام، مقارنة بعجز أقل من تريليون دولار في عهد أوباما. وأضاف: “ترامب زاد من العجز، وبايدن زاده بشكل كبير، وترامب لا يفعل شيئًا لمعالجة ذلك”.

وعلى الرغم من أن معارضة جونسون وحدها لا تكفي لإسقاط القانون، إلا أنها تذكر بالمأزق الذي واجهه رئيس مجلس النواب مايك جونسون عندما اعترض المحافظون الماليون. ومع ذلك، بينما تمكن مايك جونسون من تهدئة المعارضة عبر تعديلات طفيفة، يطالب رون جونسون بتغييرات أعمق بكثير.

وينضم إلى جونسون في موقفه المتشدد عدد من زملائه الجمهوريين مثل راند بول (كنتاكي) وريك سكوت (فلوريدا) ومايك لي (يوتا)، الذين يطالبون بخفض أكبر للعجز. ومع ذلك، يرى كثيرون أن جونسون هو أبرز منتقدي المشروع.

السيناتور الجمهوري كيفن كرامر (داكوتا الشمالية) قال: “لا ينبغي التقليل من شأن جونسون. إنه يمثل ضمير التيار المحافظ في المجلس، ويجب أن يؤخذ على محمل الجد”.

ويحاول قادة الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الموازنة بين تلبية مطالب المحافظين وتجنب تنفير الوسطيين. وقال مساعدان قياديان في الحزب إنهم واثقون من تمرير القانون، مشيرين إلى أن الصياغة الحالية تسعى إلى ضمان أغلبية 51 صوتًا.

وقال أحد المساعدين: “الفشل ليس خيارًا”، في إشارة إلى مساعي تمرير القانون قبل عطلة الرابع من يوليو، رغم أن البعض يرى أن المهلة الواقعية قد تمتد حتى أغسطس أو نهاية السنة المالية في 30 سبتمبر.

يتضمن مشروع القانون رفعًا لسقف الدين، وهو ما قد يثير أزمة سياسية جديدة في حال تأخر تمريره. ويقول جونسون إن البيت الأبيض سيضغط على الكونغرس لتبني المشروع عبر تخويف الأعضاء من شبح التخلف عن السداد أو زيادات ضريبية ضخمة. وأضاف: “لدينا عجز هيكلي يبلغ حوالي 6%، وقد يرتفع إلى 7% مع تمرير هذا المشروع. هذا اتجاه خطير”.

ويملك جونسون سجلًا طويلاً من المواجهات داخل حزبه، إذ هدد عام 2017 بالتصويت ضد إلغاء “أوباماكير” قبل أن يوافق عليه لاحقًا، واستخدم اعتراضه على خطة ترامب الضريبية آنذاك لانتزاع تعديلات داعمة للأعمال. كما أجبر مجلس الشيوخ عام 2021 على قراءة قانون الإنقاذ الأميركي بالكامل، وقاد حملة ضد إعادة انتخاب ميتش ماكونيل زعيمًا للجمهوريين في المجلس بعد فوزه بولاية جديدة عام 2022.

ويبدو أن جونسون يرى في هذه المعركة فرصة لصياغة ملامح الموازنة المقبلة بشكل يخدم أجندته، وربما للفت انتباه ترامب. وبينما يفضل المواجهة مع قادة الكونغرس على الدخول في صدام مباشر مع ترامب، فإن ظهوره الإعلامي الكثيف خلال عطلة يوم الذكرى يعكس رغبته في التأثير على مجريات الأمور.

وقالت السيناتورة الجمهورية ليزا موركوفسكي (ألاسكا): “رغم أن أصوات المنتقدين من اليمين هي الأعلى، إلا أن هناك الكثير من الآراء المختلفة. البعض يرى الأمر من زاوية مبدئية، والبعض الآخر ينظر إليه بمنظور مختلف. وفي النهاية، ستكون النتيجة شبيهة بعملية صنع النقانق التي جرت في مجلس النواب”.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى