دموع السفير الفلسطيني فى الأمم المتحدة.. “هل حركت دموع الرجل ضمير العالم؟”

 كتبت: هدى الفقى

في مشهد مؤثر داخل أروقة مجلس الأمن، لم يتمالك السفير الفلسطيني رياض منصور نفسه وانهمرت دموعه وهو يتحدث عن الأطفال الذين قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي على غزة، قائلاً بصوت متهدج:
“كم من الأطفال يجب أن يموتوا حتى يتحرك هذا المجلس؟”

مشاعر الحزن لم تكن حكرًا على منصور، فقد شهدت الجلسة أيضًا لحظة لافتة حين رفع السفير الجزائري عمار بن جامع صورة لأطفال الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، الذين قضوا إثر غارة إسرائيلية على منزلهم، في مشهد اختزل المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع.

المتبجح الكذاب

في المقابل، حاول المندوب الإسرائيلي داني دانون تبرير العمليات العسكرية، متهمًا الأمم المتحدة بـ”عرقلة إيصال المساعدات” التي تسمح بها إسرائيل، مضيفًا أن قوات الاحتلال “لا تستهدف سكان غزة”، بل تحارب “منظمة إرهابية” على حد وصفه.

الجلسة، التي عقدت في ظل تصاعد العدوان على غزة وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، عكست مجددًا حالة الانقسام الدولي العميق، بين من يرى أن ما يحدث “جرائم حرب” تستوجب وقفة عاجلة، ومن يصر على رواية “حق الدفاع” متجاهلًا الكارثة الإنسانية المتواصلة.

هل حركت ضمير العالم؟

“هل حركت دموع الرجل ضمير العالم؟” ، سؤال يحمل وجعًا أكثر مما يحمل استفهامًا، وكأنه يقول: كم من الدماء، وكم من الدموع، وكم من الجثث الصغيرة، نحتاج كي يتحرك هذا الضمير؟

دموع رياض منصور في مجلس الأمن لم تكن مجرد لحظة إنسانية، بل كانت صرخة رجل أعزل في وجه عالم أصم. سفيرٌ لا يملك سوى الكلمات، والدموع، وملفًا ثقيلًا من المجازر التي يتجاهلها الكبار بحجج “الحياد” أو “التوازن”.

لكن الواقع المؤلم أن ضمير العالم لا يتحرك إلا إذا أراد، وإذا تحرك، تحرك ببطء، وأحيانًا بلا فعل.

  • عشرات الجلسات..

  • مئات التقارير..

  • آلاف الصور والأسماء..
    ومع ذلك، لا قرارات ملزمة، ولا عقوبات، ولا حماية.

ما حركته دموع منصور ربما هو وجدان الشعوب، لا قرارات الحكومات. مشاهد كهذه توجع الناس، تهزّهم، تخرجهم من صمتهم، ولكنها تصطدم بسقف ثقيل اسمه: المصالح السياسية.

فالإجابة الحقيقية قد تكون:
نعم، حركت دموعه ضمائر الأحرار… لكن ضمير “العالم الرسمي”؟ لا يزال غائبًا أو متواطئًا.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى