كيف غير إيلون ماسك سـياسـات البيـت الأبـيض جذرياً؟

كتب – ياسين عبد العزيز:
قضى إيلون ماسك 129 يوماً في البيت الأبيض كمستشار رئيسي للرئيس دونالد ترامب، حيث قاد وكالة كفاءة الحكومة DOGE التي كانت مكلفة بخفض الإنفاق الحكومي الفيدرالي وتقليص حجم الحكومة.
خلل تقني في منصة X.. إيلون ماسك يوجه نصيحة للمستخدمين
وغادر ماسك منصبه بعد فترة قصيرة، لكن تأثيره على السياسات الحكومية كان واضحاً ومؤثراً في أروقة السلطة الأمريكية والعالمية.
بدأ ماسك مهمته بالتركيز على تقليل الإنفاق الحكومي، وكان هدفه الأولي تخفيض 2 تريليون دولار، ثم خفض الهدف إلى تريليون، وأخيراً إلى 150 مليار دولار.
وذكرت وكالة DOGE أنها نجحت في توفير 175 مليار دولار من خلال بيع الأصول وإلغاء عقود الإيجار وتقليص المنح، إضافة إلى فصل 260 ألف موظف من أصل 2.3 مليون موظف بالحكومة الفيدرالية.
ورغم هذه الأرقام، أظهرت بعض التقارير تحليلاً يشكك في دقتها، وحدثت جدالات قانونية وأوامر قضائية أعادت بعض الموظفين إلى عملهم بعد عمليات الفصل.
شكل وجود ماسك في البيت الأبيض نقطة جدل حول الصراعات المحتملة بين السياسة والأعمال، إذ إن ماسك يدير شركات كبرى مثل تسلا وخدمات الإنترنت الفضائي ستارلينك، التي يمكن أن تتأثر بالقرارات الحكومية، واتهمه بعض السياسيين بالاستفادة من منصبه لتوسيع نشاطاته التجارية دولياً، كما واجه البيت الأبيض اتهامات بالترويج لمنتجات شركاته، مثل عرض مركبات تسلا في حديقة البيت الأبيض.
ساهم ماسك أيضاً في دفع الحكومة نحو سياسة أكثر انعزالية، حيث ألغيت أكثر من 80% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بعد مراجعة شاملة، تعتبر هذه الوكالة أداة أساسية للقوة الناعمة الأمريكية في العالم، مما دفع منتقدين لرؤية الإلغاء كدليل على تراجع النفوذ الأمريكي دولياً.
خلال فترة وجوده، تزايدت قضايا المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة، نشر ماسك معلومات غير صحيحة مثل سرقة احتياطيات الذهب الأمريكية من فورت نوكس، ونشر أيضاً ادعاءات عن تعرض السكان البيض من أصل أفريقي في جنوب أفريقيا لـ”إبادة جماعية”، وصلت هذه الشائعات إلى البيت الأبيض وسببت توتراً في العلاقات الدولية.
أظهرت فترة ماسك انقسامات داخل إدارة ترامب، رغم الدعم العلني من الرئيس له ووكالة DOGE، وقعت توترات بين ماسك ومسؤولين آخرين في الإدارة، شعر بعضهم أن عمله أثر سلباً على وكالاتهم، في اجتماع حكومي فبراير، أقر ترامب بوجود خلافات لكنه دعا الجميع للتحدث بصراحة.
تركت تجربة ماسك في البيت الأبيض أثراً مختلطاً بين محاولات الإصلاح والجدل حول الصراعات والمعلومات المضللة، بينما خرج من منصبه مع وعود بالتعاون المستمر.