7 أسئلة عن نظام الدفاع الليزري الإسرائيلي.. هل يمكن أن يغير مستقبل الحرب؟

كتب: أشرف التهامي
مقدمة
كشفت إسرائيل للمرة الأولى عن استخدامها نظام دفاع جوي جديد يعمل بتقنية الليزر، لاعتراض عشرات الطائرات المُسيّرة خلال المواجهات الأخيرة مع حزب الله في لبنان، في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول تكنولوجية في مجال الدفاع الجوي.
وبحسب التقارير، نجح النظام الليزري، الذي لم يكن قد تم الإعلان عنه سابقًا، في اعتراض ما بين 30 و40 طائرة مسيّرة، معظمها أطلقها حزب الله، ما يُعد أول تجربة عملية ناجحة للنظام في ساحة المعركة.
ويُعد هذا النظام قفزة في القدرات الدفاعية الإسرائيلية، نظرًا لقدرته على التعامل مع التهديدات الجوية بسرعة وبتكلفة منخفضة مقارنة بالوسائل التقليدية، مثل الصواريخ الاعتراضية.
ورغم أن المنصة الليزرية ما تزال في مراحلها التجريبية، إلا أن استخدامها الميداني يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحروب تعتمد على الطاقة الموجهة، ما سيكون له تبعات استراتيجية ونفسية كبيرة على ميزان الردع في المنطقة.
وتعد هذه التقنية جزءًا من مساعي إسرائيل طويلة الأمد لتعزيز قدراتها الدفاعية ضد التهديدات المتزايدة من الطائرات المُسيّرة والصواريخ قصيرة المدى، لا سيما على جبهتي غزة ولبنان.
والتقرير التالى يلقى الضؤ على كثير مما يتعلق بهذا “النظام”.
التقرير
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدام نظام ليزر متنقل، طورته شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، عملياتيًا لأول مرة خلال الحرب. وقد طُرح هذا النظام، الذي يُصدر أشعة ضوئية عالية الطاقة لتحييد الطائرات المسيرة، أواخر عام 2023، وأسقط منذ ذلك الحين عشرات الطائرات المسيرة من مسافات قصيرة.
في حين لم يُكشف عن قدرة النظام، هذا و يُقدّر أنه يعمل بعشرات الكيلوواط. تعتمد هذه المنصة على تقنية ليزر مُطوّرة في الخارج، وتمثل نموذجًا أوليًا متقدمًا ضمن برامج الليزر المتنوعة التي طورتها رافائيل على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية.
1- هل استخدمت إسرائيل أسلحة الليزر من قبل؟
نعم. طورت شركة إلبيت سيستمز “درع السماء”، وهو نظام دفاع صاروخي قائم على الليزر، يُركّب على الطائرات التجارية الإسرائيلية والطائرة الرسمية لرئيس الوزراء.
صُمّم النظام ردًا على هجوم صاروخي محمول على الكتف عام 2002 على طائرة ركاب إسرائيلية في كينيا. يُستخدم إصدار أصغر، “موسيقى صغيرة”، لحماية الطائرات النفاثة والمروحيات التنفيذية.
ما علاقة هذا بنظام “الشعاع الحديدي”؟
“الشعاع الحديدي” هو نظام ليزر أكثر قوة وتعقيدًا، لا يزال قيد التطوير. صُمّم لاعتراض الصواريخ وقذائف الهاون وصواريخ كروز والطائرات المسيرة ، وسيُكمّل الأنظمة الحالية مثل:
“القبة الحديدية” .
“مقلاع داوود” .
“السهم.
“تم تصميم النظام الثابت للتكامل مع بطاريات القبة الحديدية ومن المتوقع أن يصبح جاهزًا للتشغيل خلال العام المقبل.
سيساعد مُكوّن الذكاء الاصطناعي في تحديد ما إذا كان يُمكن تحييد التهديد القادم بالليزر أو ما إذا كان يتطلب اعتراض صاروخ. يرى مسؤولو الدفاع أن “الشعاع الحديدي” مُكوّن فعال من حيث التكلفة وسريع الاستجابة ضمن استراتيجية الدفاع الجوي الإسرائيلية المُتعددة الطبقات.
2- من يقف وراء هذا التطوير؟
طُوّرت “الشعاع الحديدي” من قِبل مديرية البحث والتطوير بوزارة الدفاع، حيث كانت شركة رافائيل المقاول الرئيسي، وشركة إلبيت مسؤولة عن أنظمة الليزر.
في أكتوبر/تشرين الأول، وقّع المدير العام لوزارة الدفاع آنذاك، إيال زامير، صفقة شراء بقيمة ملياري دولار لآلاف وحدات “الشعاع الحديدي”. كما خُصصت 1.2 مليار دولار إضافية من المساعدات العسكرية الأمريكية للمشتريات المستقبلية.
وصف زامير الصفقة بأنها تُبشّر بـ”عصر جديد في ساحة المعركة – عصر الليزر”.
3- كيف يعمل سلاح الليزر؟
شعاع الليزر هو تيار مُركّز وعالي الكثافة من الضوء، قادر على الوصول إلى مسافات بعيدة واختراق الأهداف. وعلى عكس الأسلحة الحركية، فهو صامت، وغير مرئي، ولا ينضب.
فبينما يعمل مؤشر الليزر الاستهلاكي النموذجي بأقل من واط واحد، يُصنّف “شعاع الحديد” عند 100,000 واط. على النقيض من ذلك، أنتجت تعاونات الليزر الكيميائية السابقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حزمًا بقوة عشرات الملايين من الواط.
4- ما هي مزايا أنظمة الدفاع بالليزر؟
1 -السرعة: تصيب الأهداف بسرعة الضوء
2 -الدقة: فائقة الدقة
3 -التخفي: صامت وغير مرئي
4 -التكلفة: حوالي 5 دولارات للطلقة الواحدة، مقارنةً بـ 50,000 دولار لصاروخ اعتراضي من القبة الحديدية.
ما هي العيوب؟
تتميز أسلحة الليزر بقوة محدودة مقارنةً بالأسلحة التقليدية، وهي أقل فعالية على مسافات طويلة. يبلغ أقصى مدى فعال لها حوالي 10 كيلومترات، وهو أقصر بكثير من مدى القبة الحديدية البالغ 40 كيلومترًا. كما أنها عرضة لتقلبات الطقس وظروف الرؤية، ولا يمكنها استهداف تهديدات متعددة في وقت واحد.
5- هل أصبح هذا الخيال العلمي واقعًا ملموسًا؟
ليس تمامًا. غالبًا ما يصور الخيال العلمي أسلحة ليزر محمولة أو مسدسات، وهو أمر غير ممكن حاليًا نظرًا للحاجة إلى مصادر طاقة ثقيلة وأنظمة تبريد. شعاع الحديد ثابت وكبير ويتطلب مولدًا قويًا. بالإضافة إلى ذلك، تحرق أسلحة الليزر الحقيقية الأهداف بدلاً من أن تنفجر، مما يعني أنها يجب أن تبقى مستهدفة لعدة ثوانٍ، مما يحد من استخدامها ضد التهديدات سريعة الحركة مثل الطائرات النفاثة أو الصواريخ الباليستية.
6- هل إسرائيل أول من استخدم الليزر في القتال؟
أسلحة الليزر قيد التطوير في جميع أنحاء العالم منذ التسعينيات. تعاونت إسرائيل والولايات المتحدة في مشروع “نوتيلوس”، وهو نظام ليزر كيميائي عالي القدرة، ولكن تم تعليقه عام ٢٠١١. ومنذ ذلك الحين، نشرت البحرية الأمريكية أنظمة ليزر كهربائية على بعض السفن الحربية، وطوّرت المملكة المتحدة نظامًا مشابهًا يُسمى “دراغون فاير”. وتشير التقارير إلى أن الصين طورت أيضًا أسلحة ليزر، وربما صدّرتها إلى إيران.
مع ذلك، يُتوقع أن يصبح جيش الاحتلال الإسرائيلي أول جيش يُدمج أنظمة الليزر في دفاعه الجوي التشغيلي.
هل كان هجوم حماس في 7 أكتوبر مرتبطًا بهذا التطور؟
وفقًا لوثائق عُثر عليها في غزة، اختارت حماس تاريخ هجومها في 7 أكتوبر خوفًا من اقتراب إسرائيل من نشر أنظمة الليزر. ويقول مسؤولون عسكريون إن نشر بطاريات “الشعاع الحديدي” قرب الحدود له تأثير استراتيجي ونفسي على عملية صنع القرار لدى العدو.
7- ما هو مستقبل أسلحة الليزر الإسرائيلية؟
تشمل أهداف التطوير زيادة قوة الليزر إلى 500 كيلوواط أو أكثر، مما يُمكّن من اعتراض الصواريخ الباليستية. قد تكون الأنظمة المستقبلية متنقلة وقابلة للنشر في جميع أنحاء إسرائيل وخارجها.
قدمت شركة رافائيل نظام “الشعاع الخفيف”، وهو ليزر مُثبت على المركبات، ونظام “الشعاع الحديدي البحري”، المُصمم للمنصات البحرية. كما تستكشف الصناعات الدفاعية مدافع الليزر للدبابات وناقلات الجند المدرعة، بينما تعمل شركة إلبيت على تطوير أنظمة ليزر محمولة جوًا قادرة على استهداف التهديدات الجوية أو البرية السريعة – مما يُذكرنا بمعارك “حرب النجوم”.