مقاتلة J-35 الصينية الشبحية تنضم قريبا لسلاح الجو المصرى.. ” وواشنطن قلقة “

مصادر – بيان

تتجه الأنظار إلى مقاتلة J-35 الصينية الشبحية بوصفها محورًا محتملاً في تعاون عسكري آخذ في التوسع بين القاهرة وبكين، وسط تقارير أمريكية تعكس قلقًا متزايدًا من صفقة محتملة قد تبرمها مصر مع الصين لشراء هذه الطائرة المتطورة.

وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، فإن المقاتلة الصينية – المصممة على غرار طائرة F-35 الأمريكية – تملك قدرات تكنولوجية متقدمة، وهو ما يجعل من اقتناء مصر لها خطوة لافتة تثير تساؤلات في واشنطن حول توجهات القاهرة المستقبلية.

الجدل حول هذه الصفقة يأتي بعد مناورات جوية غير مسبوقة بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها الصينية، تحت اسم “نسور الحضارة”، وهو ما اعتُبر مؤشرًا إضافيًا على عمق التعاون العسكري بين البلدين، في وقت يشهد توترًا إقليميًا متصاعدًا في الشرق الأوسط.

مواصفات J-35 

تتميز الطائرة بأنها من الجيل الخامس، بقدرات شبحية عالية وتقنيات لتقليل البصمة الرادارية، وهي مجهزة للإقلاع من حاملات الطائرات، وتستخدم محركين يمنحانها قوة وموثوقية أكبر، بحسب مصمميها. كما تحمل الطائرة أنظمة حرب إلكترونية متطورة وصواريخ متعددة على الأجنحة، ما يعزز من إمكاناتها القتالية.

  مقاتلة J-35 الصينية
مقاتلة J-35 الصينية
مقاتلة J-35 الصينية
مقاتلة J-35 الصينية

تحول في العلاقات 

حديث الصفقة يأتي أيضًا في ظل سعي القاهرة إلى تنويع مصادر تسليحها، حيث تسلمت هذا العام طائرتين فرنسيتين من طراز رافال ضمن صفقة تشمل 30 طائرة. ومع استكمال الصفقة، سترتفع أعداد الرافال في الجيش المصري إلى 54 مقاتلة.

الخبير العسكري العميد محمود محيي الدين، أشار إلى أن التوجه نحو الصين يأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها رسميًا عام 2024، وشملت جوانب دفاعية وأمنية، مضيفًا أن الصين تنظر إلى مصر كـ”شريك موثوق” في مبادرة الحزام والطريق.

القلق الأمريكي  

العميد محيي الدين لفت أيضًا إلى أن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا موثوقًا كما في السابق، مشيرًا إلى تردد واشنطن وتغليبها للمصالح الإسرائيلية على علاقاتها بالدول العربية. وأكد أن مصر لا يمكن أن تبقى رهينة لهذا الواقع، بل تسعى لتعزيز قدراتها واستقلالية قرارها.

الصين، في المقابل، أبدت استعدادًا واضحًا لدعم مصر عسكريًا واقتصاديًا دون تحفظ، بل إن التعاون يشمل أيضًا توطين التكنولوجيا العسكرية داخل مصر، خاصة في مجال الطائرات بدون طيار.

ويبدو أن التحولات الجيوسياسية، وتبدل أولويات القاهرة، تدفع باتجاه تقارب مصري–صيني قد يتحول إلى شراكة استراتيجية كاملة، وهو ما قد يُحدث نقلة نوعية في موازين القوى والتوازنات العسكرية بالمنطقة.

خبير عسكرى

في تصريحات لافتة، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمود محيي الدين أن مصر ماضية في تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الصين، مشيراً إلى أن زيارة مرتقبة للرئيس الصيني إلى القاهرة الشهر المقبل ستكشف عن مستوى غير مسبوق من التعاون الثنائي. ولفت إلى أن هذه الشراكة مستمرة منذ أكثر من عقد، ولن تتراجع مصر عنها مهما كانت الضغوط الدولية.

وشدد محيي الدين على أن المتغيرات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها اضطرابات الشرق الأوسط وتبدل السياسات الأميركية مع تغير الإدارات، تفرض على القاهرة تنويع تحالفاتها وعدم الارتهان لقرارات واشنطن، التي وصفها بأنها خاضعة لنفوذ اللوبي الصهيوني. وأضاف أن مصر تمتلك من الثقة والقدرات ما يؤهلها لقيادة المنطقة نحو الاستقرار دون الالتفات إلى “التهديدات الإسرائيلية” أو السياسات المتخبطة.

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأميركية، أوضح محيي الدين أن الولايات المتحدة رغم علاقاتها القوية بدول الخليج وتحالفها الكامل مع إسرائيل، لم ترتقِ بعلاقتها مع مصر إلى مستوى التحالف الاستراتيجي الكامل. واعتبر أن هذا تقصير أميركي، رغم أن مصر هي التي أرست دعائم السلام في المنطقة.

تعميق التعاون

وأشار إلى أن القاهرة تتجه نحو تعميق التعاون مع بكين في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعات العسكرية، لأن الولايات المتحدة لا تقدم ما يكفي من الدعم في هذا الاتجاه. وقال إن تصريحات الرئيس الأميركي بشأن قناة السويس، إلى جانب الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل منذ 7 أكتوبر، أسهمت في توتير العلاقات مع القاهرة.

وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول الآن احتواء الأزمة، خاصة بعد تصاعد الأصوات داخل دوائر صنع القرار الأميركية التي تحذر من خسارة مصر كشريك محوري في المنطقة. كما أشار إلى محاولات أميركية لإعادة النظر في اتفاقية القسطنطينية (1888) الخاصة بالملاحة في قناة السويس، وهو ما وصفه بأنه مساس مباشر بالأمن القومي المصري.

واختتم محيي الدين بالتأكيد على أن مصر، رغم الضغوط الأميركية، تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز شراكاتها مع الصين وأوروبا، مضيفاً أن القاهرة لن تتراجع عن الدفاع عن مصالحها القومية، وأن الكرة الآن في ملعب واشنطن إما لتعديل المسار أو مواجهة حقيقة أن لمصر خيارات استراتيجية متعددة في عالم متعدد الأقطاب.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى