أوروبا تسعى لفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل

كتب – ياسين عبد العزيز:
أكد مارتن ساندبو، معلق الشؤون الاقتصادية الأوروبية في صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، أن فرض عقوبات على إسرائيل من مصلحة أوروبا.
حماس: سلمنا اليوم ردنا على مقترح ويتكوف بشأن حرب غزة
وقال إن تقييد التجارة، وحظر السفر، وتجميد الاحتياطيات الأجنبية سيعكس قدرة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ قرارات مستقلة بعيدًا عن تأثير الولايات المتحدة. بدأ صبر أوروبا ينفد من حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، ومن الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة.
أشار ساندبو في مقاله المنشور إلى تزايد الاستياء الأوروبي، حيث دعا وزراء خارجية الاتحاد إلى مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل.
وعلقت بريطانيا المحادثات التجارية، وأدرج الصندوق السيادي النرويجي شركات إسرائيلية في قائمة سوداء بسبب تسهيلها توصيل الطاقة إلى المستوطنات في الضفة الغربية.
كما هدد قادة فرنسا والمملكة المتحدة وكندا بفرض عقوبات، فيما انتقدت ألمانيا، الداعم الأبرز لإسرائيل في أوروبا، سلوك إسرائيل في المنطقة.
قال الكاتب إن البعض قد يرى لإسرائيل الحق في شن حرب على حركة حماس في غزة، لكن هذه الحرب يجب أن تتم بطرق مشروعة.
وأكد أن الأمم المتحدة وثقت أدلة قوية على ارتكاب إسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة وعلى توسيع احتلالها القاسي للضفة الغربية.
وأشار إلى أن الوقت حان لأوروبا لوضع خطة واضحة لفرض عقوبات على إسرائيل، وتطوير إطار عمل سياسي لاستخدام العقوبات كأداة جيو-اقتصادية.
أوضح ساندبو أن العقوبات الأوروبية يجب أن تتم بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، مع تحديد المجالات التي سيكون لها أثر كبير وحدها أو مع حلفاء آخرين.
كما رأى أن العقوبات المالية والمصرفية ستكون محدودة التأثير، إذ يمكن للولايات المتحدة توفير قنوات بديلة للتمويل، باستثناء تجميد الاحتياطيات النقدية الأجنبية التي يمكن أن تُحدث تأثيرًا اقتصاديًا ملموسًا، كما حصل مع روسيا.
بيّن أن بنك إسرائيل يستثمر نسبة كبيرة من احتياطياته في أوروبا، وتجميد هذه الاحتياطيات قد يؤثر على استقرار النظام المالي الإسرائيلي، وقد تستخدم هذه الأموال لتعويض الفلسطينيين في المستقبل.
وأشار إلى أن العقوبات الأكثر فاعلية ستكون على التجارة والسفر، حيث تعتمد إسرائيل على أوروبا في نصف وارداتها وثلاثة أرباع صادراتها تقريبًا.
وتمثل واردات الوقود نسبة كبيرة، وتتمتع أوروبا بقدرة كبيرة على التحكم في خدمات الشحن، كما أن جزءًا كبيرًا من تجارة الخدمات الإسرائيلية يتم مع الأسواق الأوروبية، ما يجعل القيود على هذه القطاعات مؤثرة بشدة.
اختتم الكاتب بالتأكيد على أن استعداد الاتحاد الأوروبي لفرض العقوبات لا يرتبط فقط بالأخلاقيات والسياسة، بل بتحسين آليات صنع القرار داخل التكتل، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي نجح في فرض عقوبات قوية على روسيا رغم الخلافات القانونية والسياسية.
واعتبر أن إظهار الاتحاد استعداده لفرض عقوبات على إسرائيل سيعزز مصداقية تحذيراته ويعزز احترام القانون الدولي، كما سيضع خطوطًا حمراء واضحة للجهات التي تنتهك القوانين، ويبرز جدية الاتحاد في مواجهة أي تجاوزات كبرى.