كتب – ياسين عبد العزيز:

ضبطت الشرطة الإسبانية أكبر كمية من الكوكايين خلال العشرين عامًا الماضية، حيث تم العثور على نحو 1200 كيلوجرام مخبأة داخل 500 طرد من الورق المقوى المرسل لإعادة التدوير في مدريد.

ضبط شحنة موز بالكوكايين في ميناء لندن

جاءت العملية بعد مراقبة دقيقة لوحدة العمليات التابعة لدائرة مراقبة جمارك تاراجونا، التي لاحظت بطءًا غير مبرر في تحميل بالات الكرتون على الشاحنات المتجهة إلى مستودع صناعي في منطقة تاراجونا.

أوقفت السلطات الشاحنات عند مغادرتها الميناء لتفتيشها، حيث تم تفكيك عبوات الورق المقوى التي بلغ وزنها 670 كيلوجرامًا، لتكتشف أن الكوكايين موزع بشكل دقيق داخل كل بالة.

وأوضح المحققون أن كل بالة تحتوي على 18 حبة من الكوكايين، مقسمة إلى ثلاث عبوات صغيرة، وكل عبوة تضم ست حبات موضوعة في نقاط مختلفة داخل الورق المقوى، مما صعب عملية الكشف.

وأظهرت التحقيقات أن باقي البالات التي تحمل نفس الرقم المرجعي كانت في طريقها إلى مستودع آخر في بلدة كامارما دي إستيرويلاس القريبة من مدريد، التي لا تتجاوز عدد سكانها 8000 نسمة، طلب المحققون إذن المحكمة لتعقب الشاحنات ومعرفة المتورطين في استقبال هذه الشحنات المخفية.

عند وصولهم إلى المستودع، لاحظت الشرطة حالة الإهمال والتلف التي طالت المكان، حيث كانت قصاصات الكرتون متناثرة في أنحاء المستودع الواسع، وهو ما يوضح بوضوح أن هذه البضائع لم تدخل في أي عمليات إعادة تدوير حقيقية.

واعتقلت الشرطة خمسة أفراد من شبكة تهريب المخدرات التي كانت تستخدم هذا الأسلوب المعقد لإخفاء الكوكايين، واعتبروا أن الشبكة تم تفكيكها بشكل كامل.

أثار حجم البضائع المستخدمة لإخفاء المخدرات استغراب خبراء الجمارك، إذ تم استخدام 335 طنًا من الورق المقوى لإخفاء طنَي مخدرات فقط، مما يشبه البحث عن إبرة داخل كومة ضخمة من القش.

وأكد المحققون أن هذه الطريقة تعكس درجة التخطيط والدقة العالية التي استخدمها مهربو المخدرات لمحاولة تهريب كميات كبيرة من الكوكايين دون كشف.

تأتي هذه الضبطية في وقت تصاعدت فيه محاولات تهريب المخدرات عبر أوروبا، حيث تعمل السلطات على تعزيز مراقبتها على الحدود والموانئ لضبط هذه العمليات المعقدة.